أعلنت موسكو أمس عن اتصالات أميركية - روسية للتوصل إلى وقف للنار في حلب، يتوقع ان يكون موضوع نقاش خلال محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف اليوم، بعدما وثقت منظمات حقوقية مقتل حوالى 250 شخصاً خلال عشرة أيام من «الموت الأحمر» جراء الغارات السورية والروسية المكثفة على ثاني أكبر مدينة في سورية. 

وقال الجنرال سيرغي كورالنكو، رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتحاربة في سورية الذي أنشأه الجيش الروسي لمراقبة الهدنة امس إن «هناك مفاوضات نشطة تجري حالياً لفرض الهدوء في محافظة حلب»، لافتاً الى ان الهدنة الموقتة التي دخلت حيز التنفيذ ليل الجمعة بطلب من موسكو وواشنطن، تم تمديدها لمدة 24 ساعة اعتباراً من مساء الأحد في الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأضاف أن هدنة مماثلة أيضاً دخلت حيز التنفيذ في شمال محافظة اللاذقية الجمعة تبدو صامدة.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع على الضغط على الأطراف لوقف القتال في اللاذقية والغوطة الشرقية، لكن الاتفاق لم يشمل حلب، حيث أوقع التصعيد العسكري منذ 22 نيسان (أبريل) 253 قتيلاً من المدنيين، وفق حصيلة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما قدرت «الشبكة السورية لحقوق الانسان» في تقرير باسم «الموت الأحمر» عدد القتلى بـ 150 مدنياً. وقال «المرصد» أمس، إن هدوءاً حذراً ساد في حلب امس «بعد 9 أيام من التصعيد المتواصل للقصف على مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام، بالطائرات الحربية والمروحية وقصف القوات النظامية، وسقوط قذائف وأسطوانات متفجرة، حيث ارتفع عدد القلتى الى 253 مدنياً». وأفاد لاحقاً باستهداف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة مناطق في قرية رجم عميرات وأماكن أخرى قرب هوبر بريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدتي حيان وبيانون بالريف الشمالي لحلب ومناطق في طريق الكاستيلو الذي يعد الطريق الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة الفصائل بمدينة حلب مع ريف حلب الشمالي».

وكان كيري أكد في اتصال هاتفي مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا والمنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب، أن الأولوية هي التوصل إلى «وقف دائم للقتال في كل البلاد». وكان مقرراً أن يصل كيري أمس إلى جنيف لإجراء محادثات مع دي ميستورا ووزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة.

وأعلن 43 فصيلاً مقاتلاً دعم موقف «الهيئة التفاوضية» تعليق المشاركة في المفاوضات الجارية في جنيف، معتبرين اتفاق وقف الأعمال العدائية في «حكم الميت عملياً». وأعلنوا رفضهم «مبدأ التجزئة والهدن المناطقية، ذلك أن أحد الأطراف الراعية للاتفاق مشارك وفي شكل مباشر في جرائم الحرب المرتكبة في سورية». ونقل موقع «كلنا شركاء» عن بيان وقعه 43 فصيلاً قوله: «إن جميع الفصائل الثورية ومنذ بداية اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 شباط (فبراير) الماضي كانت على يقين بأن النظام المجرم لن يلتزم بهذا الاتفاق نهائياً، وأنه يسعى جاهداً لنقضه بمساعدة حلفائه، ومن قبيل حرص الفصائل على التخفيف من معاناة الشعب السوري التزمت بالاتفاق التزاماً كاملاً».

الى ذلك، أفادت وكالة «تنسيم» الايرانية ان مرشد «الثورة الاسلامية» في ايران علي خامنئي عين حجة الاسلام والمسلمين ابو الفضل طباطبائي اشكذري ممثلاً للولي الفقيه في سورية. وسلم خامنئي المرسوم الى طباطبائي الأربعاء وتمنى له «التوفيق والنجاح في مهماته»، وفق الوكالة.

وفي الرياض وصف وزير الخارجية السعودي ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول وجود فيتو أميركي ضد تسليح المعارضة السورية بـأنه «غير دقيق»، وقال: «الدعم مستمر للمعارضة السورية على الأرض من دول عدة»، مشدداً على أن المعارضة تواصل صمودها، وتحارب من أجل حقوقها الشرعية، على رغم مواجهتها لتحديات كبيرة، من بينها استعانة النظام في سورية بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية من العراق وباكستان.

وأضاف الجبير في تصريحات إثر لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية التركماني رشيد ميريدوف: «التدخل الروسي لم يساعد النظام السوري بالشكل الذي كان يؤمله»، مستطرداً: «المعارضة ستنتصر، إما عبر طاولة المفاوضات أو في ميدان القتال».