خيطُ اللُعبةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
آخرُ خَيط ٍ
يبقى مشدوداً
في سَقف ِ الغُرفة ِ،
يتَدلى منهُ الورق الذابل، 
كعناقيدِ الخوف ، 
أتَعَلّقُ فيهِ
مُنذُ بدايات ِ اللُعبةِ ، 
هو خيط ٌ يمتدُ
من القلب
لشُرفةِ ليل
يداعبُ أخيلةَ الشِعر
تتشابكُ فيه الكلمات .
- توهمتُ :
أني بخيطٍ رهيف ٍ
أحاول ُ دفع َ الأماني
الى ضفةٍ فارهة
ولي امرأة في التشظي الخريفي
تحاولُ
أن ترتدي في المساء
ثياب القُبل .
- أرنو عبرَ مَسافة لونٍ قاتم ، 
أمَلٍ قاتم
حُزنٍ قاتم 
تَجَمَّعت ِ الآن في وحدتي :
خيوط ابتداء
خيوط اشتهاء
خيوط الهموم 
خيوط التمني
خيوط التشظي
خيوط الأمل
خيوط الغزل
خيوط الدماء ...
- فَتَحزُ الرَقَبةْ
مسافَةَ ما بينَ الخيط
وبينَ الدَمْ
وتعصرُ عنقود الخوف الداكن
صَوتٌ ساكن ،
لا فَجوةَ
بينَ هواء الداخلِ والخارج ،
لا فُسحَةَ
بينَ الخيط وأرض الغرفة ، 
مَدَياتٌ
من أطمارٍ وهمية ، 
تتلبسُ كل وعود الرهبة، 
عَودَةَ نَفْس صافيةٍ
تختالُ بأرض ٍ مُوحِلَة ٍ
فَتَضيعُ
بآصرةِ الخيط المشدود ،
عُقَداً شبكية 
ومرايا سحرية 
ظُلمة ليل ، 
يتبَدّى الضوءُ بقامَتهِ
شَبحا ً أبيض 
لا ضوء بهذا الضوء 
والورقُ الذابل 
كعناقيد الخوف ، 
فراغٌ مَلآن .

حميد الساعدي