تحت جنح الظلام، أصدر إتّحاد كرة السلة في اجتماعه الأسبوعي الثلثاء الفائت قراراً بإيقاف جمهور الحكمة في مباراته الرابعة أمام التضامن غداً في غزير، وذلك عقب انتهاء اللقاء الثالث بين الفريق الأخضر والفريق الكسرواني. وكان اتّحاد السلة قد عقد جلسته السادسة مساءً وانتهت عملياً بعد ساعة ونصف الساعة تقريباً حيث اتخذت القرار بالايقاف من دون التطرق الى الأحداث التي رافقت المباراة "المشكلة"، وأبقى جلساته مفتوحة تمهيداً للتوسع في التحقيق... والجلسة ترأسها رئيس الاتحاد وليد نصار بحضور الأمين العام غسان فارس والأعضاء رامي فواز، هادي غمراوي، فؤاد صليبا، نزار رواس، روجيه عشقوتي، مارون جبرايل، جورج صابونجيان، وغاب عن الجلسة كلّ من فارس مدور، إيلي فرحات، فيكين جرجيان، فادي تابت، نزيه بوجي (المستقيل) ونادر بسمه (المعتكف).

عضو في الاتحاد لم يحضر الجلسة، قال: كان على لجنة الامور المستعجلة أن تلتئم في اليوم التالي لبحث إشكال ملعب غزير لا أن تؤجّله الى جلسة الاتحاد الدورية وتابع قوله: "إنّ إيقاف الجمهور الأخضر لم يكن في مكانه، خصوصاً أنه يؤثر في جمالية المباريات ويمكن الإستعاضة عنه بتغريم أو تحديد عدد المشجّعين عوضاً عن تحميل كلّ الجمهور مسؤولية ما يقترفه البعض من الذين لا يتعدّون أصابع اليد الواحدة، كما أنّ التوقيف يجب أن يشمل عدداً من لاعبي التضامن الذين استفزّوا مشجّعي الأخضر عقِب خروجهم من الملعب بحركات غير مشروعة".

سياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد

ويأتي هذا القرار المجحف بعد سلسلة تجاوزات قام بها إتّحاد اللعبة من خلال تهرّبه غير مرّة من مسؤوليته، وكان آخرها المسرحية التي قام بها بتطيير جلسة الاتّحاد السابقة بحجّة عدم اكتمال النصاب، بعد رفض لجنة الأمور المستعجلة الاجتماع لبحث أحداث المباراة الأولى بين بيبلوس والمتحد بعد الاعتداء الذي قام به لاعب بيبلوس الأميركي اندريه سميث إثر تعرّضه للاعب المتحد شارل تابت بالضرب على رأسه ما أدّى إلى جرح بليغ في جبينه، كما لم يقتصر الأمر فقط على سميث بل تولّى زميله جو فوغل صفع علاء الدين أرناؤوط تحت أنظار حكّام المباراة...

عضو فاعل في الاتّحاد تواجد في الجلسة التي نسفت، قال: "السبب واضح، تطيير الجلسة جاء من أجل عدم الدخول في مواجهة مع الرئيس الفخري لنادي بيبلوس نبيل حواط خصوصاً أنّ رئيس الاتّحاد وليد نصار حريص على عدم وقوع أيّ إشكال مع ابن منطقته، وفضّل تأخير عودته إلى لبنان يوم الجلسة لهذا السبب، حيث أقفل خطه الخلوي منعاً للإحراج".

وختم قائلاً: "إنّ ممارسة المحسوبيات وعدم تطبيق القوانين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد إذا ما استمرّت ستصل بنا حتماً إلى النفق المظلم...".

الحكمة يجتمع بنصار

وعُقد بعد ظهر أمس في مقرّ إتّحاد السلة إجتماع ضمّ رئيس نادي الحكمة مارون غالب وأمين السر ميشال خوري مع رئيس الاتّحاد وليد نصار والمحاضر الدولي اليوناني ستاليوس الذي استعرض شريط المباراة الثانية بين الحكمة والتضامن والحالات التحكيمية المشكوك بأمرها ليتبيّن بعد ذلك أنها لم تكن مؤثرة في نتيجة المباراة حسب المحاضر الدولي، بعدها اختلى غالب وخوري بنصار من أجل حلّ قضية إيقاف الجمهور الأخضر، لكنّ نصار رفض المَسّ بالقوانين والتراجع عنها قائلاً "ما كتب قد كتب"...

"ضغوطات لتوقيف الجمهور"

بدوره، تفاجأ الرئيس الفخري لنادي الحكمة، الأب جان بول أبو غزالة، من قرار الاتّحاد الذي قضى بإيقاف الجمهور في المباراة المقبلة على ملعب غزير، غداً، وتساءل: "أين أخطأ الجمهور خلال المباراة؟ رغم كلّ الأخطاء التحكيمية التي حصلت على أرض الملعب، ورغم الاستفزازات التي أُطلقت من قبل لاعبي فريق التضامن تجاه الجمهور، بقيَ حضارياً حتى اللحظة الأخيرة".

وواصل: "إنّ رئيس الاتّحاد وليد نصّار والرئيس الفخري للتضامن أكرم الحلبي أشادا بالجمهور وبانضباطه، وهذا يعطي تأكيداً إضافياً على أنّ القرار الصادر كان ظالماً. إنّ كلّ الأندية وجميع اللاعبين وكلّ مَن يفهم في كرة السلة، بعيداً من ميله العاطفي لنادي الحكمة، يؤكّد أنّ القرار هذا ظالم وغير منطقي بحقّ النادي وأنّ ما حدث خلال المباراة كان ضدّ الفريق الأخضر".

وأضاف الأب أبو غزالة: "لا يمكن أن تحصل كلّ هذه الأخطاء وأن يبقى الجمهور صامتاً، إنّ ردّة الفعل هذه في النهاية أمر طبيعي. لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: لمَ القرار جاء ضدّ نادي الحكمة فقط؟ هل الجمهور وحده هو مَن أخطأ؟ أعتقد أنّ هناك ضغطاً على الاتّحاد في اتّخاذ قراراته".

وأردف: "إذا قلنا إنّ الأخطاء هذه مُتعمّدة يقولون إننا نضع اللوم دائماً عليهم... وإذا لم تكن هذه الأحداث مُتعمّدة فلماذا القرار جاء على طرف وغضّ النظر على الطرف الآخر؟ فليقولوا لنا ماذا علينا أن نفعل؟".

(فادي سمعان - الجمهورية)