ليس من الضروري أبداً أن نحبّ بيار ربّاط أو نكون مولعين بضيوفه وطريقة كلامهم الـ"Maniéré" أحياناً والتي تزعج بعض المتابعين وحتى الحاسدين.   لكن من الضروري جداً الاعتراف بمدى مهنية برنامج «منّا وجرّ #MWJ بجميع فقراته، وحرفية الربّاط الذي يهتمّ بتقديم واحد من البرامج اللبنانية النادرة التي تعتمد بشكل أساسي على المادة الإعلامية من أجل تحويلها إلى مادة ترفيهية وحتى كوميدية في بعض الفقرات، وذلك من دون التطرّق إلى الابتذال والنكات الرخيصة أو التهكّم المفضوح.  

ينتهج "منّا وجرّ" مبدأ الإعلام الفرنسي في مقاربة الموضوعات المطروحة من خلال مقدّم محايد يحاول دفع ضيوفه من أصحاب الاختصاص ومن أبناء الوسط الفنّي والإعلامي إلى التعليق حسب ما يرغبون على المواد المطروحة، ونجد في كثير من الأحيان مروحة من الآراء التي تتطابق مع كافة الأذواق.

  ولكنّ الحيادية هذه تُكسب البرنامج قابلية لدى المشاهدين، خصوصاً أننا لاحظنا اعتماد بعض البرامج الأخرى على مواد يقدّمها "منّا وجرّ" للبناء عليها واختراع كوميدية منسوخة.  

ولكنّ الأهم من شكل البرنامج وطريقة إدارته، وجود بعض الفقرات التي تزيد من البهارات الترفيهية، وخصوصاً فقرتَي أندريه صايغ وإيلي سليمان، لدرجة أن كلّ واحدة منهما تستحقّ أن تكون برنامجاً بحدّ ذاتها، وتحديداً ابتكارات أندريه صايغ العبقرية التي تمهّد لحقبة جديدة من الكوميديا التلفزيونية المبنية على المقالب.  

وفقرة "شو رأيو" التي يحضّرها صايغ هي المادة الكوميدية الوحيدة التي تُعرض على الشاشات والمبنية حصراً على دهاء صانعها في الأزياء والصوت والنكتة والمحتوى، ولا يجب الاستهتار أبداً بما يقدّمه هذا الشاب لأنه قادر أن يطبع المستقبل القريب للترفيه التلفزيوني بانتزاعه ضحكات حقيقية من المشاهدين.  

أمّا فقرة إيلي سليمان التي تعتمد على اكتشاف الأخطاء التلفزيونية، ففيها نوع من الـ "Déjà vu" ولكنها في صحراء المحطات النلفزيونية القاحلة يمكن ان نعتبرها خرقاً لخلق مادة إعلامية ذكية.   لا يشبه "«منّا وجرّ" أيّ برنامج تلفزيوني آخر، ولكنه على رغم ذلك يدخل في منافسة مباشرة مع برامج حوارية وترفيهية أخرى، ولكنّ الكوميديا التي يقدّمها تزداد مفاعيلها مع تعليقات الضيوف عليها ضمن فورمات تخلق تفاعلات تضخّم المشهد وتجرجر الضحكة من عند المشاهد.

الجمهورية