انتزع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في اجتماع عقده مع نظيره الأميركي جون كيري لمدة ثلاث ساعات فجر أمس علی هامش مؤتمر التغيير المناخي في نيويورك، تطميناً لتذليل المشكلات التي تعرقل تنفيذ الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى العام الماضي، وإزالة العقوبات الاقتصادية، وأهمها على صعيد إجراء التحويلات المالية بين المصارف الإيرانية والغربية.

وشدد كيري على أن الولايات المتحدة «لا تقف عقبة أمام المصارف الأجنبية التي تتعامل مع مصارف وشركات إيرانية، بما يتماشى مع بنود الاتفاق النووي، مضيفاً: «للأسف هناك لغط لدى مصارف أجنبية تجمّد نحو 55 بليون دولار من أموال إيرانية وتتخوف من إعادتها، وهو ما نحاول توضيحه، خصوصاً أن هناك فرصاً لعمل مصارف أجنبية في إيران».

وزاد: «نتفهم حاجة الشركات الى وقت لتثق بالاستثمار في إيران، كما تحتاج طهران إلى اتخاذ خطوات لتحديث نظامها المصرفي».

واعترف كيري باستمرار وجود «خلافات جدية» ستكون موضع نقاش مستقبلي مع إيران حول تطبيق الاتفاق النووي، لكنه استدرك أن «الناس يجب أن يفهموا أن الاتفاق هو اتفاق».

وأمل ظريف في أن تساعد تصريحات كيري في تبديد قلق المصارف الغربية من توجهات الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة إحساس الشعب الإيراني بالتغييرات التي رافقت الاتفاق النووي من أجل مواصلة مسار تنفيذه، بعدما التزمت طهران كل تعهداتها في انتظار «المكاسب».

وصرح رئيس لجنة متابعة تطبيق الاتفاق النووي عباس عراقجي، بأن إعلان تشكيل مجموعة عمل لإلغاء الحظر يشكل إحدى نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد الأخيرة في فيينا.

وأبلغت مصادر ديبلوماسية في طهران «الحياة»، بأن كيري حمّل ظريف تصورات للقيادة الإيرانية ترتبط بمرحلة ما بعد الاتفاق النووي ونتائج زيارة الرئيس باراك أوباما السعودية ولقاءه قادة دول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي، «إذ تريد واشنطن حض إيران على التعاطي إيجاباً مع اقتراحات تسوية الملفات الإقليمية، وبينها قضية مكافحة الإرهاب، لكن المرشد علي خامنئي لم يعطِ الضوء الأخضر لمناقشة هذه الملفات».

وخلال ندوة دولية حول البيئة، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده «تحمل وحدها لواء مكافحة الإرهاب، ولولاها لسقطت دمشق وبغداد في يد تنظيم داعش، وحينها ماذا كانت ستفعل باريس وبلجيكا وواشنطن؟».

وتابع: «الذين لا يقدّرون تضحيات إيران يجب أن يدركوا جيداً أنها أول من أطلق شعار عالم خالٍ من العنف، وطرحت فكرة شرق أوسط منزوع من الأسلحة النووية، كما دعت إلی حوار الحضارات وأطلقت نداء العدل والوسطية في العالم».

ودافع روحاني عن السياسة الخارجية لإيران التي «سمحت بتسوية أهم المشكلات القانونية والسياسية وأكثرها تعقيداً من خلال الحوار مع مجموعة خمسة زائد واحد والتحلي بالمنطق».