قتل وجرح عشرات في قصف القوات النظامية مناطق عدة بينها دوما في الغوطة الشرقية لدمشق ومدينة حلب بالتزامن مع حريق ضخم «غامض» في دمشق القديمة وسط تشكيك المعارضة بأسباب الحريق الذي يقع قرب مزار شيعي، في وقت تم التحذير من موت الهدنة التي أعلنت في اتفاق أميركي - روسي في نهاية شباط (فبراير) الماضي بعد ترنحها أخيراً.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه في اليوم الثاني من غارات مكثفة للقوات النظامية على حلب، قتل «12 مدنياً» في قصف جوي طاول حي طريق الباب في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة. وأوضح ناشط معارض أن «دمشق كثفت الغارات الجوية التي أصبحت يومية وبمعدل 20 غارة تقريباً».

ووفق «المرصد»، قتل 13 شخصاً بينهم طفلان وأصيب 22 آخرون بسبب قصف مدفعي للقوات النظامية في حصيلة هي الأكبر منذ بدء الهدنة في دوما، معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية لدمشق والمحاصرة منذ العام 2013. وتحدث عن اشتباكات بين المعارضة والقوات النظامية في محيط بلدة بالا في الغوطة الشرقية.

وقتل شخصان في مدينة تلبيسة، في ريف حمص (وسط) الشمالي، حيث تدور منذ منتصف ليل الجمعة اشتباكات بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام في محيط المدينة.

واندلع حريق ضخم السبت في منطقة العصرونية في دمشق القديمة تضرّرت خلاله عشرات المحال التجارية. وأفاد مراسل «فرانس برس» في المكان بأن الحريق طاول 50 محلاً تجارياً ومستودعاً على الأقل، مشيراً إلى أن عناصر الدفاع المدني سارعوا إلى إبعاد المواطنين من المكان خشية من انهيار الأبنية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير الدفاع المدني فى دمشق العميد جهاد موسى أن «الحريق ناجم عن تماس كهربائي»، في وقت قال نشطاء معارضون إن رجال أعمال محسوبين على إيران سعوا إلى شراء محال ومناطق في العصرونية لتوسيع مناطق نفوذهم قرب منطقة السيدة رقية، أحد المزارات الشيعية قرب الجامع الأموي، لكن عدداً من أصحاب المحال رفضوا ذلك قبل أيام.

وفي القامشلي، عقد مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد أمس اجتماعاً ثانياً لمواصلة محادثات حول هدنة تم الاتفاق عليها أمس بعد يومين على اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص من الطرفين. وقال مصدر كردي إن محادثات أمس تناولت «بنوداً أخرى بينها تبادل الأسرى من الجانبين وإعادة النقاط التابعة للحكومة التي تقدمت فيها القوات الكردية».

وتأتي تلك التطورات غداة إعراب الرئيس باراك أوباما الذي تضغط بلاده من أجل إنجاح الهدنة والمفاوضات السياسية على حد سواء، عن «قلقه الشديد» إزاء احتمال انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية. وقال «المرصد»، «الهدنة انتهت، وهناك غارات واشتباكات على جبهات عدة من حلب إلى دمشق». وأوضح «منذ بدء الهدنة كنت أجهّز يومياً قائمة بالانتهاكات، أما اليوم فقد توقفت بسبب تزايد عدد الخروق. هذا ليس خرقاً، هذه حرب».

وفي جنيف، حيث تواجه المفاوضات غير المباشرة على رغم استمرارها مأزقاً، اعتبر دي ميستورا أن «خطراً شديداً» يحيط باتفاق الهدنة. وطالب بعقد اجتماع عاجل لـ «المجموعة الدولية» لإنقاذ المفاوضات والهدنة مع استمراره في عقد لقاءات مع شخصيات سورية حتى الأربعاء المقبل.