"مبادرة "نحن نحبّ القراءة"، أوجدت مفهوماً آخر للمكتبة باعتبارها مكاناً يتشارك فيه الأطفال الكتب، ويُقرأ لهم بصوت عالٍ".. انطلقت بهذه االمبادرة "رنا الدجاني"، والتي أسست أكثر من 800 مكتبة في الأردن.

الدجاني وبحسب تجربتها تحدد 5 خطوات لها دور كبير في إكساب الأطفال حبّ القراءة:

1- مجموعات قراءة:

 

إن الأطفال بحسب الدجاني لا يستمتعون بالقراءة لوحدهم، بل يرتبط الأمر بتواجدهم مع أطفال بنفس أعمارهم، لذلك قررت اختيار مكان مفتوح للجميع مع قصص ملونة من واقع حياتهم تقرأها لهم باللغة العربية، وارتدت ملابس تناسب الحكاية، الأمر الذي يزيد من عنصر الجاذبية للأطفال خلال استماعهم للقصة.

2- جعل القصة واقعاً:

 

الخطوة الثانية التي اعتمدت عليها صاحبة المبادرة التي سبق وأن حصلت على جائزتين من مؤسسة سينيرجوس، هي القيام قدر الإمكان بتحويل القصة إلى واقع يَتعلّم الطفل من خلاله الدروس والعبر وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهه، ولا يجد لها حلولاً في مجتمعه الصغير.

3- القراءة بصوت مرتفع

 

تؤمن الدجاني بضرورة شمول الكبار في تجربة القراءة بصوت عال من أجل زرع حب القراءة في الأطفال، عن طريق تشجيع مجموعة من المتطوعين على إنشاء مكتبات للقراءة بصوت عال في مجتمعاتهم وأحيائهم والقراءة بأسلوب مرن.

4- القراءة بشكل دوري:

 

ما تركز عليه صاحبة المبادرة هو أن تقرأ هذه الكتب بشكل مستمر للأطفال، فالجلوس لساعات والاستماع للقصص يعلم الصبر أولاً، ثم شيئاً فشيئاً يتطور الأمر عند الطفل ويشعر بحاجته للقراءة ويطلب استعارة الكتب ليقرأها في المنزل.

5- تحويل القصص العالمية إلى محلية:

 

إن ما تقوم به الدجاني ضمن عملها يعتمد أيضاً على قراءة قصص لها علاقة بالبيئة يكتبها مؤلفون أردنيون تعتمد على شخصيات قريبة من خيال الطفل، أو تحويل القصص العالمية إلى محلية بإضافات بسيطة تسهل على الطفل فهم القصة وخلق خياله الخاص عنها.

لمحة عن المبادرة:

 

حتى لا تبقى المبادرة لفرد أسست جمعية التغيير كمظلة قانونية، وتقول الدجاني لـ"هافينغتون بوست عربي"، "استطعنا تدريب أكثر من 1200 رجل وسيدة من عمرة 16 حتى 90 عاماً، من شمال المملكة لجنوبها، وفتحت أكثر من 800 مكتبة سواء أكانت في المساجد، أو الكنائس أو الحضانات أو حتى تحت شجرة في الحي، أو المنزل".

تضيف الدجاني: "لا يهمنا الشهرة، بل يهمنا التأثير على سلوك الطفل عن طريق القراءة، ولدينا نتائج لدراسات علمية خاصة بالنموذج حول تأثير القراءة على سلوك الطفل".

ويطبق النموذج في أوغندا، أثيوبيا، الأرجنتين، المغرب، مصر، غزة، أميركا، بريطانيا، كندا، ويعتبر البرنامج واحداً من ستة عشر برنامج تطبق على مستوى العالم.

منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونسكو" أدرجت نموذج "نحن نحب القراءة" في قاعدة بيانات التعلم المستمر مدى الحياة.

واستطاعت "نحن نحب القراءة" تأليف قصص لها علاقة بالبيئة يكتبها مؤلفون أردنيون، وقصص أخرى حول التعاطف مع الآخرين.

وحصدت "نحن نحب القراءة" عدداً من الجوائز، بينها جائزة Impact من Stars foundation عام 2015، وجائزة أفضل سبع أفكار ريادية لتعليم اللاجئين 2015، وجائزة القمة العالمية للإبداع في التعليم من مؤسسة سينيرجوس عام 2014، ووسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الثانية عام 2014، وجائزة مكتب الكونغرس لمحو الأمية عام 2013، وجائزة مبادرة كلينتون العالمية 2010، إضافة لجائزة الرياديين الاجتماعيين العرب من مؤسسة سينيرجوس عام 2009.

(هافنغتون بوست)