السلاح المتفلت من جديد يضع هذه المرة حياة ملكة ح. على كف عفريت، بعدما أصيبت بطلق ناري من بندقية صيد أثناء لهو شقيقها القاصر بها. في رأسها استقرتْ الرصاصة لتوقف طموح فتاة حاربت القدر لتثبت نفسها، لكن، ويا للأسف، غدر بها على يد أقرب انسان لها وان كانت تقاومه حتى الآن.

عند نحو الساعة السابعة مساء أمس، وفي منزل العائلة المتواضع في بلدة كفرتون - أكروم وقعت الكارثة، حمل الولد بندقية صيد، وفي لحظة سقطت شقيقته ارضاً ليتضح ان رصاصة اخترقت وسط رأسها فوق أذنها، ليتم اسعافها الى مستشفى السلام - القبيات، وبحسب مختار البلدة "هي الآن في العناية الفائقة، حالتها حرجة، أملها بالنجاة ضعيف، الجميع مصدوم مما حصل اذ استطاع القدر أن يغير بلحظة طريق انسانة عصامية تدرس التمريض وتتدرب في مستشفيات المنطقة".    

مصارعة القدر أمل ملكة بالنجاة ضعيف لكن ايمان العائلة كبير، ولفت المختار إلى أنها "ابنة أحمد من زواجه الثاني، وبحسب ما يتم تداوله ان شقيقتها هي من اطلقت النار عليها بالخطأ، لكن لا شيء يؤكد ذلك حتى اللحظة. لدى ملكة خمس شقيقات من زواج والدها الأول، وثلاث شقيقات وشقيقان من زواج والدها الثاني الذي وافته المنية قبل سنة، والدتها تعمل في احدى مدارس المنطقة لتربية ابنائها واشقائهم بعد وفاة والدتهم".

عائلة حسين معروفة بتفاهم أفرادها وهدوئهم وحبهم بعضهم لبعض، وفق المختار الذي علّق بأن "الجميع يحترم هذه العائلة التي لم تفتعل يوماً اشكالاً، ولم تتدخل بأحد، همّ افرادها العمل لتأمين لقمة عيشهم، فأوضاعهم المادية متردية".  

  مسرح"المصيبة" في البداية، جرى التداول في البلدة عن صعق ملكة بالكهرباء الى أن اتضحت الصورة وقدمت القوة الامنية حيث كشفت على مسرح "المصيبة" وباشرت تحقيقاتها، وقد أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" أن شقيق ملكة هو من أطلق النار عليها من طريق الخطأ، والتحقيق لا يزال مستمراً بانتظار تحسن وضع ملكة الصحي للاستماع الى شهادتها".

وكأنه كتب على اللبنانيين أن يواجهوا الموت بسبب الاستهتار، فلم ننسَ بعد وفاة فاديا زين على يد فلذة كبدها ابن السبع سنوات في شارع معوض بالضاحية الجنوبية عندما أراد ممازحتها بمسدس والده فأصابها في رأسها وأرداها قتيلة. كما لم ننسَ حادثة مقتل ابن الأربع سنوات في ببنين برصاصة وجّهها خاله ابن العشر سنوات فأصاب جبينه، أثناء لهوه بالمسدس الذي تركه الجدّ على طاولة المطبخ.

ومواجهة الطفلة نغم عباس العوطة المصير نفسه بعدما أُصيبت بطلق ناري من بندقية صيد في رقبتها من طريق الخطأ، بينما كان أحد اقاربها ينظّف سلاحه، ونُقلت على أثره إلى مستشفى بعلبك الحكومي، لكنها ما لبثت ان فارقت الحياة. عندما يكون الاستهتار سيّد الموقف يصبح من الطبيعي أن نسمع بأرواح تواجه الموت كل لحظة في لبنان، وحتى يوضع حدٌ لهذه المهزلة المميتة سنستمر في تسجيل أسماء ضحايا جديدة!

النهار