بأقلّ من لحظة، وبجزء من الثانية، انتهت حياة شيرين. رحلت الأستاذة، وتركت تلاميذها. غادرت هذه المربية الحياة، وتركت أطفالها الثلاثة الذين لن يتذكروا من والدتهم إلّا مرارة فقدانها. في ربيع العمر، أطلقت رصاصة على رأسها لتُنهي ما لم تتحمله من صعاب الحياة ومتعرجاتها. قرّرت إنهاء الطريق، وحرق كلّ المراحل، لتُقفل كتاب العيش، لترحل من غير عودة.  

  وفي التفاصيل، شيرين ب. ع. (مواليد 1985) أقدمت على إطلاق النار على رأسها، بمسدس زوجها، داخل منزلها الكائن في شارع مار جرجس، في مدينة جبيل. وعلى الفور، حضرت قوى الامن والطبيب الشرعي لفتح تحقيق، في "الجريمة"، كما أوقف زوجها.

  في هذا السياق، أبلغت مصادر أمنية "لبنان 24" أن زوج شيرين، الذي أُوقف فورًا إثر الحادثة في مخفر جبيل، نُقل لاحقًا إلى تحرّي جونية (الشرطة القضائية) للتحقيق معه، وما زال حتّى اللحظة، موقوفًا، كما أنه لم يتمكن من حضور دفن زوجته لوداع روحها، للمرة الأخيرة.   في المقابل، رجحت مصادر على اطّلاع على مسار التحقيقات، ألا يكون للزوج أي علاقة مباشرة بمقتل زوجته، وأن ما جرى كان عملية انتحار، إلّا ان التحقيقات مستمرة حتّى كشف الخيوط كافّة وإيضاح ملابسات "الجريمة".  

وعلى رغم التأويلات الكثيرة حول ما جرى، علم "لبنان 24" أن شيرين وزوجها، كانا يمرّان في الفترة الاخيرة بمشاكل ماليّة، وقد خسرا الكثير من المال، ما اضطرهما إلى بيع منزلهما، لينتقلا وأولادهما للعيش في منزل مستأجر، كلّ ذلك أدّى إلى انهيارها وإصابتها بحالة إحباط جراء هذا الوضع المادي المتأزم وغير المستقرّ.  

ولكن، مهما كانت الاسباب الاساسية للانتحار، إن أثبتت التحقيقات ذلك، يبقى الاكيد أن شيرين غابت عن أطفالها الذين سيفقدون حنان الأمّ الذي لن يعوّضه لهم العمر مهما طال، وستبقى ملاكًا حارسًا لهم ولو من بعيد.

لبنان 24