رد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على نفي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السعي إلى توطين النازحين السوريين في لبنان، بالتأكيد أنه «إذا لم يتّخذ لبنان الإجراءات المناسبة، أحادية وسياسية، لتخفيف أعدادهم فهو لن يحصل إلا على التوطين». واعتبر أن زيارة بان «مع كل ما رافقها من أخطاء، هي تفصيل من ضمن المقاربة الدولية لموضوع النازحين». وقال: «طوال 5 سنوات لم نسمع سوى إشادات بلبنان، ولكن كيف صُرفت؟ وأين الدعم له؟». وسأل: «كل مرة مِن وعد إلى وعد ومن مؤتمر إلى آخر ليأتوا ويتحدثوا إلينا عن قروض؟ البنك الدولي يريد إعطاءنا قروضاً، ولو بصفر فائدة، علينا ردّها، ولو كانت للطالب اللبناني؟».

كما سأل: «ماذا فعلنا للبنان بهذا الخصوص إلا تبجيل الدول والموفدين الدوليين، وعندما نزورهم نبقى حريصين على ألا نتفوّه بكلمة تغيظهم. مقابل ماذا؟». ورأى أن «النزوح هو رافد أساسي لتغذية الإرهاب»، مشيراً إلى أن «ما يحصل في عرسال وما جرى من حوادث في بروكسيل وباريس هي براهين على علاقة النزوح بالإرهاب»، إلا أنه شدد على أن «لبنان يميز بينهما».

وأكد أن «وقف الأعمال العدائية في سورية وإيصال المساعدات إلى بعض المناطق يجب أن تكون نتيجتهما الفورية بدء عودة النازحين، لكن بعض الجهات الدولية يسعى لإبقائهم في لبنان».

واتّهم «مسؤولين في الدولة اللبنانية بالصمت عن عودة النازحين عن قصد لأسباب فئوية مذهبية سياسية داخلية وحتى لأسباب تتعلق بالانتخابات في سورية». وأضاف: «إذا كان لبنان تلكأ بعودة النازح إلى بلده يعني هذا تواطؤ». وقال: «لبنان ليس بلد توطين ولسنا للبيع وعلينا رفض ترحيل السوريين من سورية».

وأسف لأن «اللبنانيين باتوا يتكلمون عن توطين السوريين كأنه أمر طبيعي».

في المقابل، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «حل ملف النازحين السوريين يكون بوقف إطلاق النار في سورية ومن ثم إنشاء مناطق آمنة وقيام حل سياسي»، لافتاً إلى أن «هاجس توطين هؤلاء النازحين محق في مكان ما، إلا أنه يستخدم سلعة للتداول في مكان آخر أيضاً».

ورد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري على باسيل، مؤكداً أن «توطين السوريين غير مطروح بأي شكل من الأشكال، علماً أن الرئيس تمام سلام كان أكثر من واضح في تأكيد أن هذا الموضوع لم يطرح بأي صيغة من الصيغ ومع أي كان، لا في الزيارة الأخيرة للمسؤولين الدوليين ولا قبل الآن».

وقال: «إن موضوع التوطين يحظى برفض كامل. الوزير باسيل حاول من خلال مؤتمره الصحافي تغطية الخطيئة المميتة التي اقترفها بحق لبنان والمتمثلة بعدم استقباله الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي ورئيس البنك الإسلامي للتنمية».