قال البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن «لبنان في حاجة إلى قيامة قلوب الكتل السياسية والنيابية في لبنان، التي ترمي سدة رئاسة الجمهورية في الفراغ منذ سنة وعشرة أشهر، وتحجم عن واجبها الدستوري بانتخاب رئيس للبلاد منذ سنــتين كاملتين من دون مبرر، وتتسبّب بشلّ المجلس النيابي وتعثّر عمل الحكومة وتفشّي الفساد، رحمة بلبنان وشعبه ومؤسساته».

ووجه الراعي أمس، رسالة الفصح إلى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي مقيمين ومنتشرين، تحت عنوان «شهود القيامة»، في حضور المطارنة، الرؤساء العامين والرئيسات العامات، متمنياً أن «يصبح الخطاب السياسي والديني والاجتماعي للكتل السياسية عندنا خطاب سلام وتلاق واحترام». وقال: «نرجوه خطاباً حياتياً قائماً على التعاون والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، المرتكزة على التعددية، البعيدة من الروح المذهبية والفئوية».

وأكد أن «لبنان في حاجة إلى قيامة قلوب أبنائه لنحافظ عليه كما يراه المجتمع: لبنان - الرسالة مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني، لبنان النموذج في القيم الحضارية، مع المدير السابق للأونيسكو رينيه ماهو، لبنان رئة الحرية والحداثة بالنسبة الى محيطه العربي، مع رئيس الحكومة القطرية السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، لبنان العيش المشترك، مع الرأي العام الخارجي، الذي يؤدي دوراً كبيراً في تظهير الصورة الحقيقية للعالم العربي».

وأشار إلى أن «لبنان يستطيع أن يحافظ على هويته هذه بمقدار ما تتربى أجياله عليها، وبمقدار ما يتحصن نظامه السياسي بالحياد الملتزم قضايا العدالة والسلام والنمو في محيطه، والبعيد عن الانخراط في المحاور الإقليمية والدولية، ما يجعله واحة تلاق وحوار وسلام».

ولفت إلى أن «الرشوة بالمال أو بالوظيفة أو بالوعود إنما تعمي القلوب». وقال: «مأساة إخفاء الحقيقة بالرشوة تتواصل ويا للأسف، كل يوم، ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء بل وأوطان وكرامات ومؤسسات كما هو حاصل عندنا».

وتابع أن «العالم يحتاج اليوم إلى شهود قيامة وسط الجماعة السياسية وحكام الدول. شهود يختبرون قيامة القلوب بمشاعر الإنسانية والعدالة والسلام». ورأى أن «القوى السياسية الإقليمية والدولية تفرض الحروب المدمرة للحجر والبشر في بلدان الشرق الأوسط، خصوصاً في فلسطين والعراق وسورية وسواها، وتوقد نارها وتمولها وتمدها بالسلاح وترسل إليها الإرهابيين والمرتزقة وتغطيها سياسياً، من أجل مآرب سياسية، ومصالح اقتصادية، وأهداف استراتيجية»، معتبراً «أنهم أشخاص ماتت المشاعر الإنسانية في قلوبهم، بل قلوبهم ماتت».