شارك الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري يرافقه النائب جمال الجراح ووفد ضم منسق قطاع الاغتراب في تركيا رامي محفوض وبهاء الدين شحادة، في مؤتمر اتحاد أحزاب المحافظين والاصلاحيين في أوروبا (aecr)، الذي انعقد في مدينة انطاليا التركية يومي السبت والأحد الماضيين.

وألقى الحريري في المؤتمر كلمة تحدث فيها عن لبنان والأزمات المحيطة به، وأشار إلى أن "المنطقة العربية تقف على مفترق خطير جدا، في ظل انهيار دول مثل العراق وليبيا، وغرق سوريا في حرب أهلية"، مبديا تخوفه "من ذهاب المنطقة العربية نحو المزيد من التفكيك والتفتيت والتقسيم".

واعتبر أن "لبنان يواجه العديد من الأخطار، ومردها إلى استمرار الفراغ الرئاسي والتعطيل في عمل المؤسسات الدستورية، أزمة اللاجئين السوريين، ومخاطر الإرهاب والتطرف"، لافتا إلى أن "لبنان يستضيف اليوم مليون و200 ألف لاجئ سوري، بمعدل 232 لاجئ لكل ألف لبناني، وقد أصبح السوريون واللبنانيون اليوم شركاء في الحرمان، بعدما أثرت أزمة اللجوء على جميع القطاعات وعلى البنى التحتية بشكل خاص".

وعن الفراغ الرئاسي، أشار الحريري إلى أن "تيار المستقبل يعتبر أن إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت هو أولوية، انطلاقا من أهمية كون رئيس الجمهورية هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق، ولأنه من دون رئيس للجمهورية لا يمكن للنظام السياسي أن يعمل، في ظل ما نشهده من تعثر في عمل الحكومة الحالية، وتأجيل للانتخابات النيابية مرتين منذ العام 2013، واليوم نحن على موعد مع الانتخابات البلدية في أيار المقبل، ونأمل أن تتم في موعدها الدستوري من دون تأجيل، وهذا ما نتحضر له، ونعمل لتأمينه عبر حراكنا السياسي".

وإذ توقف عند مبادرة الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قال: "توقعنا أن يلاقينا الأفرقاء الآخرون في منتصف الطريق، لإتمام تسوية تاريخية، لأن ما يهمنا أن يكون هناك رئيس للجمهورية، حتى لو لم نكن نتشارك معه الافكار والمواقف نفسه، وأن يكون الخلاف السياسي تحت سقف المؤسسات وليس خارجها، لكن الواضح أن إيران عبر "حزب الله" لا تريد رئيسا للجمهورية في لبنان، بل تريد إبقاء لبنان رهينة في الأزمة الاقليمية الحالية، وورقة تستخدمها للتفاوض على ملفات المنطقة، كما تحاول تغيير بنية وهيكلية النظام الحالي الذي نشأ مع اتفاق الطائف، وهذا أمر خطير جدا".

واعتبر أن "من نتائج استمرار الفراغ الرئاسي، هو غياب المحاسبة، وتهديد المصالح اللبنانية، بحيث يأخذ بعض الوزراء قرارات ويصوتون في المؤتمرات الاقليمية والدولية ضد المصالح التاريخية للدولة اللبنانية، كما فعل وزير الخارجية اللبنانية مؤخرا في القاهرة وجدة من دون أن ينسق مع الحكومة، مما أثر على العلاقة مع المملكة العربية السعودية وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي".

وختم بالحديث عن "خطر الارهاب والتطرف"، مؤكدا أن "الارهاب اليوم بات خطرا عالميا، كما شاهدنا في مصر، فرنسا، مالي، بوركينا فاسو، ساحل العاج، تونس تركيا، لبنان ودول أخرى، بحيث لا توجد أي دولة في مأمن من خطر الارهاب الذي وحد العالم لمحاربته، بحيث أصبحت محاربته مهمة يومية لكل الدول"، مشيرا إلى أن "الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية نجحوا في القيام بعمليات أمنية وقائية، وتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية النائمة".

وشدد على "ضرورة الاضاءة على التجربة اللبنانية في محاربة الارهاب والتي يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة أكثر مما كانت عليه في دول أخرى وتحديدا العراق، بسبب دعم "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري للحرب على الارهاب".

لقاءات
وكان أحمد الحريري قد أجرى مع الوفد المرافق لقاءات على هامش المؤتمر مع كل من رئيس مجموعة الاحزاب الاصلاحية والمحافظة في أوروبا سيد كمال، النائب عن أنقرة ورئيس لجنة الأمن والاستخبارات أمر الله ايشلر، والنائبة عن اسطنبول ونائبة رئيس حزب العدالة والتنمية ومسؤولة العلاقات الخارجية فاطمة بتول سيان كايا.