اشار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى ان "الامن لا يقتصر على البعدين العسكري والامني. انه بنيان متكامل يبدأ من العائلة - الخلية الاولى للمجتمع - ويتدرج، حتى تتكامل حلقاته. واذا كان البيت والمدرسة يؤديان دورا تأسيسيا في غرس بذور الوطنية والفضيلة في عقول الناشئة وقلوبها، وتقديم الحس الجماعي على الانانية، فإن توفير الخدمة الاجتماعية المتعددة الجانب يساعد في ردم الهوة وتضييق هوامش الصراع بين الطبقات، ويجعل المجتمع اكثر استقرارا وامانا. ان الامن الاجتماعي المتكافل هو احدى الركائز الاساسية للأمن بمفهومه العام. وهو ما ينبغي ايلاؤه الاهمية التي يستحق".

  واوضح خلال حفل تكيريم له اقامته جمعية "مدرار" ومركز مدرار الطبي في مجمع مدرار الطبي في شوكين - قضاء النبطية، "إن ما ستعمل من أجله "جمعية مدرار الخيرية" قد يسد فجوة صغيرة، ويؤمن للناس ما يحتاجونه من خدمات قد لا يستطيعون الحصول عليها بيسر، وحبذا لو تتضافر جهود كل هيئات المجتمع المدني والاهلي والروابط والجمعيات الخيرية، وتعمل باحتراف يعزز فاعلية البعد الانساني الذي تتوخاه. لأن من شأن ذلك ربط المواطن بالشبكات التي تحصن أمنه الاجتماعي، وتؤمن بالتعاون مع الدولة اقصى ما يمكن ان يحصل عليه الفرد من عناية".

  أضاف ابراهيم: "إن وجود مدرار ومثيلاتها التي يشرف عليها متطوعون من مختلف القطاعات يحدوهم حب العطاء والخدمة، يجب ان يكون حافزا للمواطنين ليتفهموا بشكل اعمق دور هذه الجمعيات في بلورة الوعي الاجتماعي والالتزام بالانسان، كل انسان. أملنا كبير في ان تكون مدرار اكثر من جمعية خيرية، وتصبح حصنا منيعا من حصون الخدمة الاجتماعية والخيرية في هذه المنطقة العزيزة من جنوبنا الحبيب. إن الله وانبياءه والمرسلين، كانوا الاكثر انحيازا الى المستضعفين، والفقراء وذوي الحاجة، وهم أوصوا برعايتهم رعايتنا لأنفسنا وأقرب الناس الينا. فشكرا لكم فردا فردا... وليجزكم الله اضعافا مضاعفة على أعمالكم المبرورة".

  وتابع: "إن ما ستقوم به الجمعية ليس بعيدا او غريبا عن قيم ابناء الجنوب ورسالتهم الانسانية والتنويرية، هذا الجنوب الذي خرج منه رجال طبعت مسيرتهم السياسية الدعوة الى قيام الدولة الحديثة، وأعني هنا دولة الرئيس نبيه بري الذي كان رائدا في دعم المشاريع التطويرية والبرامج الانمائية على مساحة كل الوطن، سواء تلك الصادرة عن مجلس النواب، او من خلال القرارات الحكومية".

  أضاف: "أما أبناء الجنوب فلا ينسون الايادي البيضاء التي كانت سندا لهم في أحلك الظروف وأدقها، فهي التي حملت البندقية لتحرير الارض من العدو الاسرائيلي، في وقت كانت تحمل راية اعادة البناء في هذه المنطقة الغالية. ولم تألو جهدا من اجل تمتين حالة الوئام والوفاق بين كل مكوناته في اطار العيش المشترك بحرية وكرامة".

  وختم ابراهيم بالقول: "من هذه البلدة العزيزة، أتوجه بالشكر الى أهلي والحاضرين بيننا، واخص بالذكر رئيس واعضاء جمعية مدرار على هذا التكريم، الذي اعتبره تكريما لكل شخص يعمل بصمت من اجل وطنه وشعبه والصالح العام".

  وفي ختام الاحتفال، قدمت الدكتورة بري درعا تكريمية للواء ابراهيم، كما تسلم درعين تكريميين من الصراف وعبدالله بري .

  وتخلل الاحتفال غداء تكريمي أقيم على شرف اللواء ابراهيم والحضور .