رأى النائب عماد الحوت في حديث الى اذاعة "الشرق": ان "الإنسحاب الروسي من سوريا سيجعل رئيس النظام السوري في حالة ضعف من جديد، وبالتالي أكثر قبولاَ للتفاوض مع المعارضة حول الحل السياسي ومستقبل سوريا من دون هذا النظام، كما أن هذا سيزيد العبء الميداني من جديد على حزب الله ليقوم بتغطية الفراغ الذي سيزيده هذا الإنسحاب"، آملا أن "يكون الإنسحاب مقدمة لحل سياسي أو لتشريع حل سياسي".

وأمل الحوت "أن يصل حزب الله إلى نفس النتيجة التي وصل إليها الروس، بمعنى أن الرمال المتحركة قادرة على إبتلاع أي قوة مهما كان حجمها، وبالتالي يفضل العودة إلى لبنان. لكن حتى اللحظة يبدو أن المؤشرات ليست بهذا الإتجاه حسب تصريحات قيادات الحزب التي تؤكد أن الإنسحاب ليس واردا بعد". 

وعن توقعاته بنشوء نظام فيدرالي في سوريا قال: "هذا السيناريو يمكن أن يكون أحد مبررات الخروج الروسي من سوريا أو من نتائج هذا الخروج"، لافتا الى ان "سبعة أشهر من التدخل الروسي في سوريا لم تكن سوى لتثبيت منطقة نفوذ النظام السوري وهي ما سمي بسوريا المفيدة وربما التمهيد لعملية التقسيم"، مشيرا الى ان "مجمل الشعب السوري يرفض التقسيم وسيقاومه ويمنع وصوله". 

اضاف الحوت: "هناك من الوعي عند بعض القيادات السياسية في لبنان التي تسعى لتبريد الأجواء، وهي عملية مستمرة ودائمة، ونحن بحاجة إلى تبريد الخطاب السياسي وإلى مشروع بناء الدولة"، معتبرا "أننا اليوم في خطر حقيقي بسبب الفراغ الرئاسي، فرئيس الجمهورية هو موقع أساس في المنظومة الدستورية اللبنانية وفي منظومة بناء الحكومات، وإن من يسعى للاستفادة من ورقة الفراغ لتحقيق مكتسبات، هو اليوم يراهن على فكفكة لبنان وإضعافه"، آملا "إنتخاب رئيس في أقرب وقت حتى لا نصل إلى هذه النهاية"، مرجحا "إحتمال أن يأتي رئيس من خارج 8 و14". 

وتابع: "ما دامت عقلية ممارسة التعطيل تحكم فريقا من اللبنانيين، أعتقد أن الحكومة سوف تبقى في مأزق وستسعى مع كل إستحقاق لتأمين إجتماع الحكومة من أجل إتخاذ قرار مناسب". 

ودعا الى "التوقف عن أي تصريح عدائي بإتجاه المحيط العربي، لأن لبنان دولة عربية بنص الدستور ولا يستطيع أن يكون في حالة عداء ولو بالتصاريح مع محيطه العربي". 


وختم الحوت ان نتائج الحوارات الدائرة لن تكون كبيرة، لأن الهدف منها تبريد أجواء الإحتقان والمساهمة في منع الفتنة المذهبية ولا يجب التعويل عليها أكثر من ذلك".