على خارطة لبنان، منطقة تقع على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، تابعة عقاريا" لبلدية الحدث؛ وخدماتيا" وإنمائيا" الى الحرمان والإهمال..منطقة تدعى الليلكي..

  وإن كان في الإسم إيحاء بجمالية المنطقة وازدهار أحيائها، إلا أنها تختزل حكاية وجع كبير وتناسي متعمد من قبل حتى الدولة التي أسمت إحدى شوارع الليلكي الشارع المهمول كأن الإهمال هنا هو نهج أصبح عاديا" في حياة المسميات والناس..  
  يسكن منطقة الليلكي حوالي الثلاثون ألف نسمة؛ يعيشون 90% منهم في ظروف لا إنسانية، لا صحية، لا بيئية، لا إجتماعية..وهم معنفون إقتصاديا" وتربويا" وثقافيا"، بالرغم من أن المنطقة يحدها من الجنوب مجمع الحدث الجامعي وهو من أكبر الصروح التربوية كما يحدها من الشمال شركة مصاعد أوتيس ورغم ذلك فإن الداخل إلى الليلكي يعتقد أنه متوجه إلى إحدى المناطق النائية المهجورة...

  على جانب الطريق، تمتد جحافل من هياكل السيارات المتصدئة والمهترئة، وسبب ذلك هو مرآب مخصص لركن السيارات التي تصادرها الدولة وإن كان صاحبه قد استأجر من الدولة المرآب إلا أنه لم يكتف بالمساحة المخصصة له بل تعداها ليشمل مرآبه كل الشوارع والأحياء وفي كل مرة يتكررالسيناريو: يأتي عناصر القوى الامنية للقيام بالمقتضى اللازم لهذه المخالفة  ولكن تتم رشوتهم من قبل أصحاب المرآب لغض النظر...

  وبعد، فليس مستغربا" في الليلكي أن تطالعك جحافل من الكلاب الشاردة والجراذين والفئران الحي منها والميت، عدا عن البرغش والبعوض والقوارض المنتشرة نتيجة انعدام الإنماء البيئي  والصحي..

  وبسبب غياب التنمية المستدامة والتخطيط الإنمائي، برزت فوضى عشوائية شاذة في الأسلاك الكهربائية حيث تمتد الأسلاك بشكل خطير بين المنازل وقرب الشرفات بالإضافة إلى ظاهرة نقل المياه عبر قساطل ممتدة في الهواء..

  وبمراجعة المسؤولين؛ يتكلم البعض عن حالة من التفلت الأمني أوجدتها بعض العائلات ممن إقترن إسمهم بحوادث قتل وقتل مضاد ولكن في ذلك حق يراد باطل لأن هؤلاء لا يمثلون كل الشرائح الاجتماعية في الليلكي التي تضم مثقفين وناشطين إجتماعيين ومدراء عامين وموظفين رسميين وأساتذة وأصحاب مهن حرة شريفة..     بإختصار، تشهد هذه المنطقة حالة تساو بين البشر والحجر لجهة غياب أدنى حقوق المواطنين من ماء وكهرباء وطرقات معبدة..

  فلا ماء يصل الى المنازل بل يجد الاهالي انفسهم مضطرين لشراء المياه للاستخدام وللشفة، والكهرباء مقطوعة بنسبة عشر الى 12 ساعة يوميا"، ولا شبكة هاتف، ولا شبكة للصرف الصحي..

  ومما فاقم المعاناة، نزوح حوالي خمسة آلاف سوري الى الليلكي في ظل كل هذه الظروف..

    إذن، آن الأوان لأن تنظر الدولة بكل مرافقها بعين الاهتمام الى الليلكي لأن الوضع فيها لم يعد لائقا"  بمنطقة قدمت الكثير ولم تأخذ إلا اليسير.