- عن توقعه سقوط ناطحات السحاب..  - مصير انسان الأرض سيء جداً..  - المطلوب سياسيون "أوادم" ليحكموا الأرض بعدل وسلام - كوننا "المخربط" يؤكد وجود كون آخر "صح" - افتّش منذ مدة عن كلمات لأشتم بعض السياسيين - حتى لو احتلّت أعمالك كلّ العالم لا تكسب قدميك الراحة في لبنان - شتمت منذ سنوات الرؤساء ليسجنونني.. بول باسيل - من يتلقى ويطال نغمات الموسيقى الإلهية العذبة من عالمها العلوي واعماق الداخل، سهلٌ عليه التقاط بعضاًً من رؤى مستقبل البشرية الحزين، لرقة قلبه أولاً، وتفتّح أغصان عقله اللاقطة ثانياً، وتحليق روحه أولاً وثالثاً وما بينهما.. الفنان الياس الرحباني يكشف لجريدة "الثبات" بعضاً من رؤيته للإنسانية "التعيسة"، مستذكراً طلب النواب الأميركيين التوجه الي كونغرسهم ليخبرهم عن ضرورة عدم المسّ بلبنان وديمقراطيته، وذلك لمدة سبع أعوام متتالية، بعد أن ذهلوا أيضاً بتوقعه سقوط ناطحات السحاب.

عن الإنسان المعذّب والتعيس، ومستقبل البشرية المتعثر ورؤيته للبنان ومشرقيته الكونية، نقدّم اليكم هذا الحوار: يسعى الفنان الياس الرحباني تكذيب بصيرته علّه يعاين مستقبلاً مشرقاً لصالح الإنسان، سيكون اول الفرحين إن خابت رؤاه؛ لكن ما يراه من انتشار الأسلحة في كل أصقاع العالم وافتخار الناس والقادة بذلك مؤشر خطير لإنحراف البشرية ومرضها، يقول: في العصور السابقة كان يستلزم سقوط مدن أشهرٍ عديدة.. اليوم مع التقدم والتطور العلمي في اتجاه التدمير والشرّ يمكن لمدينة كنيويورك، على سبيل المثال، أن تسقط بساعات ودقائق، تماماً كما حصل في "ناغازاغي" و"هيروشيما" في اليابان، والقاء قنبلة نووية عليهما وقتل مئات آلاف الأشخاص.

يسأل الرحباني جميع الناس عن امكانية التبصّر من هكذا مشهد، فيقول: نعم يوجد في العالم أناس أقوياء يتباهون بأسلحتهم، وهذا الأمر سيأخذ البشرية الى مزيد من الحرب والدمار.. نسأل الياس الرحباني عن الوجع الذي يعمّ لبنان والمنطقة والعالم، فيخبرنا عن لقاء جمعه مع نواب من الكونغرس الأميركي في لبنان منذ حوالي 15 سنة تلبية لدعوة صديق عزيز عليه، يقول: بالفعل الشعب الأميركي طيّب جداً، ولكن حدود ديمقراطيته أسوار الإدارة الأميركية.. في ذلك الإجتماع طُلب مني الحديث أمام حفل يضمّ حوالي 150 شخصاً، فتحدثت في السياسة مشيراً اليهم الى أنّ الديمقراطية تظلّل وتغطي الولايات المتحدة الأميركية واوروبا، وفقط لبنان في الشرق العربي.. ويضيف الرحباني: لما كان التصفيق الحارٌ من قبلهم، اشرت اليهم بضرورة الحفاظ على لبنان وديمقراطيته، والاّ ستخسر أوروبا حمايتها الديمقراطية ومظلتها الأمنية بعد 10 سنوات، واميركا بعد 30 سنة، كون لبنان درع وقاية لأوروبا واوروبا درع الوقاية لأميركا.. يعقّب الياس الرحباني على مقولته قائلاً: لشدّ تأثرهم بكلامي، سبع سنوات متتالية تمّت دعوتي الى الكونغرس الأميركي لقول هذه الفكرة عن لبنان وعن أهمية الحفاظ على دوره، كونهم عاجزين عن نقل تلك الفكرة بأمانتها كما تصدر من قبلي. يشير الرحباني الى كتابه "نافذة القمر" لينقل بعضاً من رؤاه الذي أرعبت بعض اللبنانيين القاطنين في اميركا وبعض المسؤولين الأميركيين، يقرأ الينا مقطع "العدالة"، يقول: "عندما تحمَرّ السماء من دم الجريمة تنفجر عواصم الثلج الظالمة تهوي ناطحات السحاب في مدن الجريمة هولاً من غضب الكون ستزحف جحافل البؤساء لتنهشَ أجساد حكام الأرض لم يعد هناك منطق... الزلازل تصبح عدالة وتساوي الجميع بعدالتها". يعقّب الرحباني مفسراً: قراءتي لهم مقطع "العدالة" قبل شهر من أحداث 11 أيلول، جاءت عليهم كالصاعقة كونهم اقرّوا سابقاً صوابية رأيي بالعدالة التي أصابت روسيا.. يقول الرحباني: بالفعل بعد توقعي أربعة أمور وحصول ثلاث منها، باتوا يتوقعون ويخشون حصول "زلزال" يصيب اميركا..  برأي الرحباني مشكلة العالم بسيطة، المطلوب الإتيان بسياسيين "أوادم" ليحكموا الارض بعدل وسلام... والاّ سننتقل من حربٍ لأخرى ومن "خبيط" لآخر بعد استراحة أو وقت مستقطع صغير. نسأله عن الحل وسبل التفلّت من حبائل الشرّ، يردّ: لديّ أمل برجال الأديان الكبرى علهّم يلتقون ويجتمعون ويتفقون على اجبار جميع قادة العالم بالتوقيع العلني لوقف اندلاع أي حرب على الأرض، يضيف الرحباني: هذا التوقّع الصعب يمكنه أن يكون سهلاً للغاية، ما دام كل السياسيين يتلطون بشعارات طنانة لطيفة يمكننا اجبارهم بلطف صادق على وقف بناء معامل الأسلحة ليكون التطور والتقدم العلمي باتجاه الإعمار وبعث الفرح والطمأنينة للناس..

يردف حديثه قائلاً: الإنسان منذ وُجد على هذه الأرض والدماء تسيل بكثرة.. وهذا ما يؤكد أنّ الكون الثاني هو "الصح"، كوننا هذا مخربط و"غلط" رغم كلّ الإختراعات، الناس تموت متألمة معذبة، وتصوّر أنه منذ لحظة منع الدخان لمسبباته السرطانية الناس تتذوقه أكثر، و"أراغيل" ايضاً، أين العقل بكل ذلك؟ لا، لا يوجد عقل. شعوب الأرض مخدرّة بمعظمها.. وبماذا ينمنمون أيضاً؟ الحق على الله بموت فلان ومقتل آخر، لاء حبيبي أترك الله جانباً. عن التقارب المسيحي وصعوده مع الفنانين الى دارتي العماد ميشال عون ورئيس القوات سمير جعجع في الرابية ومعراب بجانب فنانين آخرين، يقول الياس الرحباني: مذ كنت صغيراً أسعى للخير وأحبّه، وأكره وجود الزعلْ.. ولديّ اصدقاء من جميع الطوائف اللبنانية كانوا يحثونني على الدوام لحثّ المسيحيين على التلاقي لأنهم يعتبرون أن التفرقة فيما بينهم ستنعكس تفرقة عليهم فيما بعد... وكوني من محبي التقارب، صعدت بفرح لأشجع التلاقي، متمنياً أن يزيد ليضمّ الجميع، وكوني مضطلع جداً على كواليس حروب المسيحيين فيما بينهم وفيما بين اللبنانيين، مش غلط تفرحْ شِويْ، بتلاقي إثنين كبار لديهم إسمهم ووجودهم... ويعقّب الرحباني مضيفاً: لو كنت مسؤولاً عن مجموعة، لذهبت الى بيت المختلف معه وجلست خارج منزله شهراً وشهرين وثلاث كي أمدّ يدي اليه، برأيي لا بدّ من أن يستيقظ يوماً من الأيام أمرٌ خفي مختبئ لا يعرف أن يلتقطه "الرأس".. يبتسم الرحباني قائلاً: ألعن شيء عند معظم السياسيين رأسهم لأنه لا يجلب الخير. نسأل الرحباني الذي عايش لبنان بمراحله المختلفة سلمه وحربه وهشاشته عن معضلة هذا الوطن والشعب، يقول بأسى: المشكلة فينا؛ رمي المشاكل على الخارج أمرٌ أرفضه. أسأل عن الفرق بين "الزبالة الخارجية" و"زبالة بعض السياسيين"، لا اصدّق أنه لا يمكن تنظيف لبنان في 24 ساعة، المال متوفر، كل القصة البعض يريد أموال أكثر، ولو توفي 200 أو 500 شخص مع الأسف. ولأن الموسيقى لغة الله الخفية، كونها تطال كّل كائن حي، يقول الياس الرحباني متأسفاً: في لبنان يعيش الفنان تعيساً في وطنه، لأنه حتى لو احتلّت أعماله كلّ العالم لا تكسب قدميه الراحة على ارضه؛ تصوّر أني أعطيت البشرية حوالي 7000 قطعة فنية، وهذا الأمر لم يفعله اي فنان عالمي بتواضع... تصوّر أنّ موسيقاي تنشده نصف دول الكرة الأرضية، وانا هنا في لبنان عاجز من اخذ حقوقي، إما لعجز دولتي من حماية حقوق الفنان، أو لتواطئها... يشاهدونني الناس على التلفزيون، يفرحون بكلامي، ماذا بعد رفع اسم لبنان وتبنّي دول الفرنكفون نشيداً لبنانياً كما الكونغرس الأميركي وغيرها من الدول... للأسف كل ما فعلته وأفعله يذهب "هيك دَعس الخيل عند دولتي، بائع الخضار مع احترامي لشخصه وخضاره من حوله اقوى مني.. افتّش منذ مدة عن كلمات لأشتم بعض السياسيين ولا اجد الكلمات المناسبة لأكيلها لهم، شتمت منذ سنوات الرؤساء ليسجنونني، نعتهم بأوسخ كلام ليسجنوني، لأنه برأيي "الحبس" أنضف منهم، ولكني قابع في سجني سجن وطني لبنان..

tayyar