دعت واشنطن وموسكو إلى معاودة بدء المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف سريعاً، فيما شددت السعودية مجدداً على أن بشار الأسد يجب أن يرحل ولا يكون مشاركاً في المرحلة الانتقالية التي نص عليها اتفاق «جنيف1». وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من باريس أن صفقة الأسلحة التي كانت مقررة للبنان سيتم تحويلها إلى الجيش السعودي.

ففي الشأن السوري، أعلن الجبير أن على الأسد الرحيل فور تشكيل السلطة الانتقالية، معتبراً أنه «لا توجد أي إمكانية» لأن يبقى الأسد في السلطة. وأضاف خلال لقاء مع الصحافة «إن الأمر بالنسبة الينا واضح جداً، عليه الرحيل عند بدء عملية الانتقال وليس في نهايتها».

وتابع الجبير «عندما يتم تشكيل الهيئة الانتقالية تنتقل السلطة من الأسد الى هذه الهيئة ويرحل». وأكد أنه «بعدها تقوم السلطة الانتقالية بوضع دستور جديد وتُعد للانتخابات. البعض يعتبر أن على بشار الأسد أن يبقى حتى موعد الانتخابات، ورأينا ليس كذلك».

ورداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي اعتبر أن على السوريين أن يقرروا مصير الأسد قال الجبير، «لا يوجد أي إمكانية» لأن يبقى الأسد رئيساً، مضيفاً «لقد قال السوريون كلمتهم عندما حملوا السلاح ضد بشار الأسد وكانوا واضحين جداً: لن يكون رئيسهم».

وبعد أن تطرق الى تردد المعارضة في التوجه الى جنيف لاستئناف المفاوضات، قال إن هذه المعارضة «لا تستطيع أن تتوجه الى المفاوضات بأيدٍ فارغة».

وقال الجبير إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى فرنسا «كانت موفقة، وكان هنالك توافق كبير في وجهات النظر بين الطرفين السعودي والفرنسي تجاه حل العديد من قضايا الشرق الأوسط».

وأضاف أنه «كان هناك تطابق في وجهات النظر على كل المواضيع سواء الملف السوري أو العراقي أو تدخلات إيران في شؤون المنطقة، واليمن وليبيا، ومواجهة الإرهاب والتعاون الثنائي بين البلدين سواء في المجال الأمني أو المجال العسكري أو الاقتصادي أو التشاور السياسي».

وتابع الجبير أن «مواقف المملكة وفرنسا في ما يتعلق بسوريا ودعم المعارضة السورية هي مواقف متطابقة ومكملة لبعضها البعض منذ أن بدأت الأزمة السورية، وتؤكد وجوب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لاستئناف أو بدء العملية السياسية، للوصول إلى الانتقال في السلطة بسوريا بموجب مبادئ إعلان جنيف 2، وتكون هناك سوريا لا مستقبل لبشار الأسد فيها، وهذا هو موقف المملكة العربية السعودية وموقف معظم دول العالم».

وأجرى الوزير السعودي لقاءات في باريس مع مسؤولين فرنسيين لبحث الملف السوري، كما شهدت العاصمة الفرنسية أيضاً لقاءات لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، شددت على أهمية إنجاح اتفاق وقف النار الجاري تنفيذه حالياً في سوريا.

وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة رياض حجاب أعلن الجمعة أن الظروف غير ملائمة بعد لاستئناف المفاوضات مشيراً الى خروق وقف إطلاق النار من قبل النظام.

وفي سياق متصل بالعملية السياسية في سوريا، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متقدم من ليل الجمعة ـ السبت ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً.

وقالت الأمم المتحدة إنه كان من المقرر أن تبدأ المحادثات التي تجري تحت إشرافها يوم السابع من آذار في جنيف لكنها تأجلت حتى التاسع من الشهر ذاته «لأسباب لوجيستية وفنية وأيضاً كي يستقر اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أفضل«.

وذكرت الوزارة في بيان أن «الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن.. بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة والتي سيحدد خلالها السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم«. وأضافت أن كيري ولافروف أكدا مجدداً على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سوريا. 

وصرح المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن محادثات السلام حول الأزمة السورية ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري في جنيف. وأوضح أن بعض المشاركين سيصلون في التاسع من الشهر لإجراء لقاءات تحضيرية غير مباشرة، فيما سيصل البعض في الحادي عشر والرابع عشر من الشهر نفسه بسبب صعوبات في حجوزات الفنادق.

وأضاف دي ميستورا أنه يخطط لدعوة أعضاء من حكومة الأسد ومن المعارضة ومن المجتمع المدني، من ضمنهم نساء، كما دعا دي ميستورا حكومة الأسد للإسراع بتوزيع المساعدات.

ميدانياً، قال المرصد السوري أمس إن 135 شخصاً في المجمل قتلوا في الأسبوع الأول من الهدنة الهشة في سوريا. وذكر المرصد أنه في المناطق التي لا يشملها الاتفاق الذي بدأ سريانه يوم 27 شباط قُتل 552 شخصاً.

السعودية ولبنان

وفي شأن آخر، وبعد أن أوقفت السعودية برنامج تسليح للجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار رداً على مواقف «مناهضة» لها، قال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي في باريس «لم نفسخ العقد. سيتم تنفيذه لكن الزبون سيكون الجيش السعودي». 

وأضاف الجبير «قررنا وقف تسليم (المعدات) بقيمة ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني وتحويلها الى الجيش السعودي». وتابع «نواجه وضعاً يُصادر فيه حزب الله قرارات لبنان. (الأسلحة) ستذهب الى السعودية وليس الى حزب الله».