قال نائب «الجماعة الإسلامية»عماد الحوت لـ«الجمهورية»: «إنّ «حزب الله» يصرّ على نقل احتدام الموقف السعودي ـ الإيراني الى الداخل اللبناني، ومُصرّ على نقل تداعياته الى لبنان، وهذا يَجعل الواقع اللبناني في وضع حرِج جداً امام المجتمع الدولي والاقليمي لأنه في نهاية الامر، «حزب الله» شريك في الحكومة، وبالتالي الموقف الرسمي ينبغي ان يصدر عن الحكومة، وهو لن يسمح، على ما يبدو، بصدور موقف كهذا».   وأضاف الحوت «إنّ جلسة انتخاب الرئيس المقبلة لن تكون مختلفة عن سابقاتها من جلسات، لأنّ موقف الحزب لا يزال واضحاً، فمرشّحه الحقيقي هو الفراغ الرئاسي وليس أيّ مرشح آخر، وبالتالي لن يسمح بتأمين النصاب لجلسة الانتخاب.   وما أخشاه فقط هو أن يزيد خطاب الشحن لدى «حزب الله» تجاه جمهوره في وجه السعودية خصوصاً، والسنّة عموماً، من إمكانية خطر الفتنة المذهبية والطائفية في لبنان، وأن ينفلتَ الشارع في ردات فعل، والدليل على ذلك ما حصَل ليل السبت كردّة فعل على برنامج تلفزيوني».   وأبدى الحوت اعتقاده بـ«أننا الآن امام مسارين متوازيين: الاوّل، إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وغير مغلقة لامتصاص حدّة المواقف. والثاني مطلوب مواقف واضحة وليس رمادية تحت ذريعة امتصاص التوتر داخل لبنان، أي ان يعلن جميع الاطراف وفي وضوح رفضَهم النهج الذي يسير عليه «حزب الله»، خصوصاً أنّه تمّ أخيراً أسرُ مجموعة من مقاتليه في اليمن.   لقد أعلنَ أنّه ذهب الى القصير لحماية لبنان، ثمّ ذهب الى حدود حلب وإدلب، واليوم في اليمن. فماذا يفعل في اليمن؟ هل تحوّلَ «حزب الله» ميليشيا مسلّحة تريد أن تقاتل في كلّ الأمكنة نيابةً عن إيران؟   أم أنّه فصيل لبناني ينبغي ان يشارك في صنعِ السياسة اللبنانية ويلتزم بها؟ إنّ مختلف القوى السياسية مطالبة بموقف واضح وصريح، وإذا فعلت أعتقد أنّ المملكة ستقدّر هذا الأمر».   هل تقصد بهذه القوى تيار «المردة» و«التيار الوطني الحر»؟ أجاب الحوت:» نعم، بالإضافة الى «القوات اللبنانية» والكتائب، وكلّ القوى السياسية. ففي كلّ مرّة يخطئ «حزب الله» تجاه الأشقّاء العرب ينبغي ان يصدر موقف حاسم ورافض لهذا الامر.   اللبنانيون اليوم متّهمون بأنّهم يسكتون عن تهجّم الحزب على الدول العربية، وهذا حصَل فعلاً في الفترة الماضية تحت شعار عدم تأزيم الوضع في لبنان، والمطلوب اليوم كلّما عبّر «حزب الله» بنحو خاطئ، أن تصدرَ مواقف واضحة تقول له أن ليس من حقّك ان تتكلم بهذه الطريقة أو أن تتصرّف بهذه الطريقة».