لعلّه كان أحرى بطوني خليفة الاستمرار في تقديم "للنشر"، طالما أنّ لا مفرّ من أحضان "الجديد". "للنشر" برنامج واضح: نقاشات هابطة واقتناص فضائح. لم ندرِ بعد حلقات من "وحش الشاشة" ما هو بالضبط هذا البرنامج. وأيّ جديد قد يقدّمه خليفة.   حسنٌ أنّ نبرة البرنامج هادئة، ولا يبدو (حتى الآن) أنّه يبحث عن ضجيج سخيف.

خليفة خارج دور التوّاق إلى أعداد المُشاهدين بأيّ وسيلة، وهذا يُحسب للبرنامج. لكنّه برنامج من دون هوية. لا ندري هل هو شيء من "للنشر" (متابعة هزّات الأسبوع كجريمة مارشلينو ظماطا) أو من "بلا طول سيرة" مع فارق أنّ الحدث هنا يُسمى وحشاً وأبطاله يُسمون الوحوش، أو لعلّه بعضٌ من "منا وجرّ".

الخليط من كلّ شيء لا يبقى منه شيء. ماذا يعني أن يغادر طوني خليفة "الجديد" ثم يعود إليها ببرنامج تغلب عليه ردود الفعل؟ إن انتقد هشام حداد وزير الإعلام، أتى بردّ الوزير. وإن بالغ عادل كرم في تجريح جو رعد، أتى بجو رعد للردّ. وأيضاً: ردّ سيمون أسمر على هذيان يُطلق في "منا وجرّ" وعاصي الحلاني على الطفولة من غير فرص في "ذا فويس كيدز".

وإن تعرّضت زميلات المحطة للنقد، أسرع إلى استضافتهن لردّ الصاع. لم يظهر لوهلة أنّ برنامجه "قوي" من دون هفوات الآخر وتجاوزاته. ولو فُرِّغ من الردّ على ترّهات البرامج، ماذا كان ليبقى؟ أولاد يحفظون القرآن، أم عيد الحب في منزل غسان مخيبر وميلاد ميشال عون في ذاكرة شقيقته؟ لا يشاء خليفة أن يكون طرفاً في أيّ سجال. يبالغ في دور اللطيف من دون داعٍ. في إمكانه استضافة نبيل لبّس وانتقاد "متل القمر"، من دون الحاجة دائماً إلى افتعال التبريرات كالقول إنّه مسلسل رائع! هذا تملّق ينبغي تفاديه. وينبغي ألا يكون جديد العودة مجرّد ديكور دخيل لا علاقة له بالبرنامج ومحتواه.

النهار