اعتبر وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ان خيار الترحيل قد سقط وايا كانت الاسباب التي ادت الى سقوطه يقتضي العودة الى خيار اخر هو خيار المطامر، لافتا إلى أن وزير الزراعة اكرم شهيب قام باكثر من واجباته في مسألة النفايات، وحاول تجاوز كل الاستعصاءات والصعوبات التي نشأت للوصول الى حل.
ورأى في مؤتمر صحافي عقده في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، أن  قرار الترحيل اتخذه مجلس الوزراء وحتى لو تنصل او ادعى البعض عدم مسؤوليته، لافتا الى انه لم يوافق شكليا في مجلس الوزراء، ليس هناك بين القوى السياسية من هو بريء من دم هذا الخيار، لأن كل القوى السياسية مسؤولة عنه، واذا كان البعض اليوم يريد ان يقفز من المركب حماية لسمعته، او رغبة في بعض الشعبوية او المزايدات فهذا لا يعفيه او يعفي غيره من المسؤولية، لان ما قاد الى خيار الترحيل هو استعصاء اقرار المطامر، وما ادى الى استعصاء اقرار المطامر هو تنازل القوى السياسية وتخليها عن مسؤولياتها.
واضاف أبو فاعور: "استعصى علينا ايجاد مطامر في اكثر من  منطقة  وفي كل مرة كانت تطرح الامور، لم يكن هناك من كان يريد ان يقوم بواجباته في اقناع الاهالي او في ممارسة الدولة لمسؤولياتها لايجاد مطامر في بعض المناطق".
وأكد أن شهيب قام باكثر من واجباته، وبكل شجاعة ادبية بالامس في جلسة مجلس الوزراء رد الامانة الى مجلس الوزراء وقال: "انا اتحمل المسؤولية كاملة عما حصل"، رغم انه لا يتحمل المسؤولية، ولكنه من باب الشجاعة والمسؤولية الوطنية قال انا اتحمل المسؤولية.
وإذ لفت الى أن كل شيء قابل للتشكيك وللنقاش ويستطعون ان يقولوا ما يشاؤون، اعتبر أبو فاعور أن امرا واحدا لا نقبل به وهو التشكيك بنزاهة الحزب التقدمي الاشتراكي، لان هذه المسألة خط احمر، لا نقبل ان يتناولها احد، ونحن ادرنا هذا الملف بشعور من مسؤوليتنا الوطنية، وعلمنا ان هذه كرة نار ترمى في احضاننا وبين ايدينا، وقبلنا بها، ولكن ان يتم التشكيك بهذا الامر، وبعض الفبركات الاعلامية بان مسؤول الحزب في موسكو او غيره كان له علاقة بهذا الامر نأمل ان لا يتم التمادي في هذا الامر لاننا لن نسكت عن هذا الامر وقد نتجه الى القضاء.
واعتبر أبو فاعور أن سقوط خيار الترحيل يعني العودة الى المربع الاول، الى النقاش من بداياته لان النقاش في النفايات ازمة مديدة، وبالامس ابلغت وانذرت مجلس الوزراء، ليس من باب التهديد، بل من باب مسؤوليتي كوزير للصحة، اننا مقبلون على كارثة صحية اذا لم نكن قد اصبحنا في نصف وجوف هذه الكارثة، جازما أن استمرار وجود النفايات مع عمليات الحرق وتسرب النفايات الى المياه الجوفية لهو كارثة صحية محققة، وبالتالي فنحن اذا ما استمرينا بهذه الدوامة فنحن نرتكب جريمة بحق المواطن اللبناني.
واشار أبو فاعور إلى أن البعض يتحدث عن تراكم النفايات في منطقة الكرنتينا، نعم هذا امر خطير بالقرب من كبريات المطاحن التي تزود لبنان بالطحين، وبالقرب من نهر بيروت وسوق السمك، ولكن الكارثة الاكبر في عمليات الحرق التي تحصل ورمي النفايات، مؤكدا أن الامر لم يعد يحتمل الرفاهية، والدولة يجب ان تحزم امرها، وقال: "اطلق الصيحة بأعلى الصوت، والى اخر المدى، نحن مقبلون على كارثة صحية وكل يوم تستمر فيه النفايات نرتكب جريمة بحق المواطن اللبناني".