لا يحب أحد أن يسمع خبراً عن إصابته - أو من يحب - بمرض السرطان، لكن من المفرح أن نسبة شفاء هذا المرض "العضال" باتت تصل إلى 90% حال تم الكشف عنه مبكراً!

وبحسب د. عصام مخللاتي أخصائي طب الأورام بمستشفى مارسدن الملكي في لندن، فإن نسبة شفاء الأطفال من المرض أعلى من الكبار، إذ إن لدى الصغار قدرةً أكبر على مقاومة الخلايا السرطانية.

كما أن أنواع المرض ليست متساوية في نسب الشفاء؛ فنسبة الشفاء في أعضاء الجسم التي يمكن استئصالها تكون أعلى (كما هي الحال مع سرطان الثدي)، فيما يعد سرطان الدم من أعلى أنواع الأورام في معدلات الشفاء نظراً لقدرة الدم على الاستجابة للعلاج الكيميائي خصوصاً لصغار السن.

أعراض السرطان

 

تختلف أعراض السرطان باختلاف المنطقة المصابة بالورم، وقد تتشابه أعراض السرطان مع أعراض أمراض أخرى أقل خطورة، لكن يشترط في حالة السرطان استمرار الأعراض لفترة مع عدم وجود مبرر آخر لظهورها.

سرطان الجلد

 

بحسب د. مخللاتي، فإن من أبرز أعراض هذا النوع وجود بقع داكنة تشبه النمش تظهر في مناطق مختلفة من الجسم، خاصةً المناطق المعرضة لأشعة الشمس مثل الوجه واليدين ومنطقة الصدر.

ولا يرتبط ظهور تلك البقع بألم أو حساسية أو الرغبة في حكها، وعند ظهورها بشكل مفاجئ، لا بد من إجراء فحص للتأكد من سبب ظهورها.

سرطان الثدي

 

ترتبط الإصابة بهذا النوع بشعور المرأة بكتلة محسوسة داخل الجلد عند منطقة الصدر، هذه الكتلة لا تكون مؤلمة، كما أنها لا تسبب مشاكل في التنفس لذلك تتجاهلها المصابات عادةً.

كما قد تظهر تلك الكتلة بمنطقة الإبطين، مسببة ضيقاً عند رفع أو خفض الذراعين. ومن الأعراض الواضحة الأخرى تغير في شكل الثدي، أو الشعور بألم دون أسباب.

سرطان الدم

 

هناك عدة أعراض تخصُّ وظيفة كل مكون من مكونات الدم بحسب د. مخللاتي، (الكريات البيضاء والحمراء والصفائح الدموية).

فعند الإصابة بفقر دم مستمر، ونقص الوزن دون اختلاف في كمية الطعام، ووجود شحوب في الوجه، فهذا يعني اختلالاً في وظيفة كريات الدم الحمراء، أو وجود ضعف في المناعة، وكثرة الإصابة بالأمراض ما يعني وجود مشكلة بعدد كريات الدم البيضاء.

أما حال إصابة الجلد بالتهابات بشكل متكرر أو ظهور كدمات بالبشرة دون أسباب، أو سيولة بالدم تظهر من خلال نزف متكرر من الأنف مثلاً دون مبرر، فيعني وجود اختلال بصفائح الدم تستلزم الفحص السريع.

أورام الجهاز الهضمي

 

سرطان البلعوم والمريء

 

وجود صعوبة في البلع دون الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا، مع استمرار هذا الألم لعدة أيام دون تفسير، إذ يشعر المريض أن الطعام يتوقّف في حلقه.

سرطان القولون

 

وجود نزيف ويظهر من خلال وجود دم داكن بالبراز، وهو يختلف عن أعراض مرض البواسير إذ إن الدم في الحالة الثانية يكون فاتحاً.

الإمساك أو الإسهال بشكل مستمر، وفقدان الشهية، وانخفاض الوزن مع عدم ارتباط ذلك بتقليل كمية الطعام.

أورام الكلية والمثانة

 

من أبرز أعراض هذين المرضين هو نزول دم مع البول باستمرار دون وجود أسباب مرضية أخرى.

سرطان البروستات

 

ويخص الرجال، وتظهر الأعراض في صورة ألم عند التبول، وعدم الإحساس براحة بعد دخول الحمام.

أورام المخ والجهاز العصبي

 

من أكثر الأعراض وضوحاً وجود مشكلة بصرية مفاجئة لا تتعلق بمرض آخر، وخاصة عند الاستيقاظ من النوم حيث تصعب الرؤية وتكون الصورة مشوشة، مع الشعور بصداع مستمر ورغبة في التقيؤ.

بحسب د. مخللاتي، فإنه يفضل إجراء فحوصات للتأكد من عدم ارتباط هذه الأعراض بأورام المخ.

سرطان الرئة والبنكرياس

 

وهي من أخطر الأنواع والأقل بنسبة الشفاء نظراً لتشابه أعراضها مع أمراض أخرى أقل خطورة، واكتشاف المريض للورم في مراحله المتأخرة نتيجة عدم الفحص المبكر.

أكثر الفئات التي تصاب بهذا المرض هم المدخنون، وتظهر أعراض المرض في شكل سعال مستمر وبلغم قد يكون مصحوباً بدم.

ونظراً لما يسببه تدخين السجائر أو الشيشة من كحة وبلغم، فلا يخطر ببال المريض أن يكون السبب هو إصابته بالسرطان.

هل تتسبب الطريقة التي نعيش بها في زيادة نسبة الإصابة بالسرطان؟

 

بحسب الطبيب في مستشفى مارسدن الملكي بلندن، فإن العلم لم يتوصل حتى الآن لتحديد الأسباب الدقيقة التي تؤدي للإصابة بمرض السرطان، لكن هناك عوامل مشتركة بين المصابين بالمرض منها أسلوب الحياة المتشابه، ما دفع الأطباء للتحذير منها لارتباطها بالأورام الخبيثة.

ومن أهم مسببات الأورام الخبيثة التدخين بكافة أشكاله، وتناول اللحوم بكثرة، وكذلك المواد الدهنية مثل الوجبات السريعة، بالإضافة إلى قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.

(هافينغنون بوست)