شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة دير قانون النهر "على أن لبنان قوي بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وليس بهبة المليار التي تبين أنها زائفة، بعدما أعلن البعض عنها وأنها لدعم الجيش والقوى الأمنية، وعليه فإن تنصل النظام السعودي من هذه الهبة يشكل فضيحة أخلاقية ومليار إساءة للبنانيين، الذين هم أهل كرامة"، معتبرا أن "ما حصل لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، بل يجب على الذين وعدوا اللبنانيين ونالوا بذلك التهنئة والشكر بأطنان البيانات، أن يعتذروا من جميع اللبنانيين، لأن التنصل من الهبة هو إساءة كبيرة"، مؤكدا أن "لبنان في حصن حصين أمام كل المشاريع الإرهابية التكفيرية بتعاون الجيش والمقاومة، فهو بهذه المعادلة قادر على أن لا يسمح للتكفيريين من داعش والنصرة بإقامة إمارة تكفيرية لهم على الأرض اللبنانية، وهو لن يسمح بأن يكون هناك ممر آمن لداعش إلى الساحل، فالمقاومة تلاحق العصابات التكفيرية خلف الحدود وداخل سوريا، لأن أفضل وسيلة لحماية لبنان من تمدد داعش هو هزيمتها مع التكفيريين في سوريا قبل أن يصلوا بخطرهم إلى لبنان"، مستغربا "موقف النظام السعودي من أن هزيمة التكفيريين في سوريا هي هزيمة للسعودية، فهذا يفضح النوايا، ويدل على أن المسائل لم تعد خافية، بأن النظام السعودي يمول ويسلح علنا لتقوية العصابات التكفيرية بأسمائها المختلفة، وعليه فإن النظام السعودي هو المطالب بفك الحصار عن كفريا والفوعة ونبل والزهراء، كون هذه العصابات تحظى بدعم وتمويل سعودي علني". 


وأشار قاووق إلى أن "التفجير الإرهابي الانتحاري الذي ارتكبته العصابات التكفيرية بالأمس بجوار مقام السيدة زينب في سوريا، قد استهدف الناس والأطفال والرجال الأبرياء الذين جرى تهجيرهم من نبل والزهراء وكفريا والفوعة ودير الزور، وسكنوا هناك طلبا للأمان، فهذه العصابات التكفيرية التي تحاصر تلك البلدات وتجوع من تبقى فيها من أهلها هي عصابات مدعومة ماليا وسياسيا وإعلاميا من النظام السعودي الذي أمدها بصواريخ التاو من مخازن جيشه"، معتبرا أن "النظام السعودي يتحمل مسؤولية عقيدة التكفير ومعها كل سفك الدماء على امتداد العالم من أندونيسيا إلى أعماق أوروبا وصولا إلى أقاصي أفريقيا، لأن هذه العقيدة ذات منشئ واحد، وجامعاتها ومدارسها ومساجدها التكفيرية واحدة"، مستغربا "تصريحات الذين ينددون بالاعتداء على مسجد الرضا في الإحساء، فيما مدارس الوهابية في السعودية تخرج سنويا عشرات آلاف التكفيريين ممن ينفذون الاعتداءات الانتحارية، وبناء على ذلك فإنه وفي حال لم يبادر النظام السعودي إلى إقفال الفضائيات والمدارس التكفيرية، فإنه يبقى مسؤولا عن كل جرائم ووحشية التكفيريين على امتداد العالم، فضلا عن أنه يتحمل مسؤولية استمرار سيل الدم في اليمن والعراق وسوريا ومعاناة أهلنا في البحرين والمنطقة الشرقية، كونه يتبنى سياسة عدائية حاقدة، فهو لا يفكر لا بمصالحه ولا بمصالح المسلمين، بل بأحقاده التي تملأ القلوب وتجعله لا يرى مصالحه، والتي سوف لن يحصد منها سوى الفشل والخيبة، فقد جربوا كل شيء في تأجيج النار المشتعلة في سوريا، بعدما دعموا العصابات الإرهابية فيها بكل الأموال والسلاح والخبرات العسكرية والضباط السعوديين، إلا أنهم وبعد مضي خمس سنوات من هذه الحرب التي تخوضها السعودية بالوكالة، وبعد أكثر من عشرة أشهر على العدوان المباشر على اليمن، فهم لم يحققوا أيا من أهدافهم المعلنة أو المضمرة، وهذا هو سبب حنقهم وتوترهم وانفعالهم في المنطقة".

ورأى قاووق "أننا ما زلنا نشهد أن الفريق المدعوم سعوديا من شركائنا في الوطن لا زال حتى اليوم يتجاهل احتلال التكفيريين لمساحات واسعة من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وهم يتبعون هذه السياسة لأنهم يعملون وفقا لمشروع سعودي يراهن على استنزاف سوريا والمقاومة بأدوات تكفيرية"، معتبرا أن "أي تجاهل لاحتلال النصرة وداعش للأرض اللبنانية هو أكبر من خطيئة بحق الوطن، لأنه يشكل انتهاكا لكل السيادة والكرامة، بل هو عدوان على كل اللبنانيين، بالمقابل فإننا لسنا غافلين عن السيادة والكرامة، لأن من تذوق طعم الكرامة والشرف والسيادة لا يسكت ولا يتجاهل ولا ينسى احتلال داعش والنصرة لمساحات واسعة من الأراضي اللبنانية".