أكد رئيس الحكومة تمام سلام أننا "نمر بمرحلة صعبة ولكن ذلك لا يمنعنا من الاستمرار في المحاولة لإيجاد الحلول والمخارج". كلام سلام جاء خلال مشاركته في المؤتمر الوطني للرعاية الصحية الأولية الشاملة الذي أُطلق صباح الخميس في السراي الحكومي، حيث أعلن أنه "لن أتخلى لحظة عما هو ضمن مسؤوليتي وعما علي القيام به لحماية لبنان واللبنانيين أكان ذلك في الصحة أو غير الصحة"، آملاً أن "تتيسر الأمور وتتهيأ أمام مجلس الوزراء ليقوم بواجباته فالسلطة التنفيذية هي التي تتحمل تنفيذ الاجراءات التي تهم المواطنين والبلاد". كما أمل سلام أن "يكون لنا اليوم الفرصة لتدرك جميع القوى السياسية أننا إذا ما تعالينا وتجاوزنا خصوصياتنا ومصالحنا لمواجهة التحديات فلن نتمكن من الحفاظ وحماية بلدنا لبنان"، مشدداً على أن "لبنان ليس لوحة معلقة على الحائط بل ديناميكية وعمل وعطاء".

وشدد على أهمية "استكمال الجسم اللبناني برأسه عبر انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكداً أنه "لن يفوت مناسبة إلا ويدعو إلى ذلك، لأن الجسم من دون رأس هو غير مكتمل وغير فاعل".

بدوره، أكد وزير الصحة وائل أبو فاعور أن "الوزارة تقوم بإعداد مشروع جديد على طريق التغطية الصحية الشاملة ما يعزز مفهوم الدولة الراعية والمسؤولة عن مواطنيها".

وأشار إلى أنه "في زمن التيه الرئاسي الذي يبدو مديداً، وفي زمن السؤال اللبناني المشروع والمحق حول بقاء الدولة أو زوالها، نحاول اليوم برعاية دولة الرئيس تمام سلام، وباحتضانه ودعمه الذي اعتدناه في وزارة الصحة على مدى الأشهر الماضية، أن نقول إن هذه الدولة قابلة للبقاء، ونحاول التعبير عن طموح إضافي بالقول أيضا إن الوظيفة الاجتماعية للدولة قابلة للتطوير"، مضيفاً أن "ذلك ينطلق من قناعة فكرية وسياسية خاصة، كما من حاجة اجتماعية بعد التغييرات الديموغرافية التي يشهدها لبنان مع وجود عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان حيث لم يشهد أي بلد زيادة مماثلة في معدل السكان تعادل 35 في المئة في فترة قياسية، فضلاً عن انعكاس ذلك زيادة لمعدلات الفقر لدى اللبنانيين".

واعتبر أبو فاعور أن "الطامة الكبرى تتمثل في حجب المساعدات الدولية عن لبنان، هذا قبل أن تغير جثة الطفل إيلان وقوارب الموت في البحار بعض المصالح وليس القناعات التي آمل أن تتحول مساعدات مالية للبنان كي يستمر في القيام بواجباته في هذه المحنة المتمادية التي يعيشها الشعب السوري".

وأعلن أن إطلاق الرعاية الأولية الشاملة هو "خطوة أولى على طريق التغطية الصحية الشاملة"، لافتاً الانتباه إلى أن "المحاولات الكثيرة لإقرار مشروع التغطية الصحية الشاملة من أكثر من وزير ونائب"، مشيراً إلى أن النقاش لا يزال مستمراً في شأنه وأن وزارة الصحة تعكف من جهتها على إعداد مشروع جديد".  

 

 

("موقع السفير")