اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث تلفزيوني انه "دائما القوى المحلية القرار بيدها، وعندما يكون هناك قوى محلية حية لا تستطيع القوى الدولية ان تلعب امورا فاعلة"، موضحاً ان "حاول ان يكون اعلان ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للرئاسة في 15 كانون الثاني 2016 لان تاريخ 15 كانون الثاني عام 1986 عزيز جدا على قلبي".  

  واذ شدد جعجع على ان "موضوع ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لم ينزل بردا وسلاما على قلبي ولكن ليس هذا العامل هو الذي جعلني ادعم ترشيح العماد ميشال عون"، مؤكداً ان "ما حصل ليس انتفاضة أبدا ولكن الوضع الذي وصل اليه البلد دفعنا الى هذا الاتجاه والوضع في البلاد لا يطاق خصوصا بعد أزمة النفايات وتأتي مسألة ترشيح فرنجية للرئاسة لذلك تجمعت كل العوامل التي دفعتنا الى ترشيح عون". واشار جعجع الى ان "الامر الحاسم بترشيح عون هو اننا وصلنا الى ترشيح فرنجية وهناك قناعة كاملة بالخطوة التي قمنا بها ولم تكن ردة فعل ولكن ترشيح فرنجية للرئاسة دفعنا أكثر لهذا الاتجاه"، لافتاً الى انه "في كل الاوقات كنا نعمل مع عون وكان يطرح موضوع رئاسة الجمهورية وكنا نقول لننتقل الى موضوع اخر الا ان تم ترشيح فرنجية".  

  واكد جعجع ان "ترشيح عون لم يكن ردة فعل صبيانية أو رد على رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري لترشيحه فرنجية، وصفة عون التمثيلية اكبر بكثير من فرنجية ويشبهنا في مكان ما والنقطة الثالثة والاساسية هي ان فرنجية 8 اذار اصلي وعون 8 اذار تايواني".  

  ولفت جعجع الى ان "عون لديه حركة سياسية اكبر والتيار "الوطني الحر" حزب سياسي كبير يمثل اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية"، معتبراً ان "الدنيا في مكان ما تتغير والامور تتحول ومن فعل اتفاق مع فرنجية لديهم ضمانات مئة بالمئة؟ لا احد يمكن ان يكون لديه ضمانات مئة في المئة".  

  واضاف: "نحن سننزل دائما الى مجلس النواب للمشاركة في الانتخابات الرئاسية مهما كان الامر والموقف والامور اليوم تسير بسرعة كبيرة والمواقف تتبدل وتتغير بسرعة". ورأى جعجع ان "التعطيل الاستراتيجي للرئاسة آت من "حزب الله" الذي يضع شروطه والحريري كان رأيه انه علينا الوصول الى اي رئيس لان الفراغ لا يجوز وخطر جدا أما رأي كان مختلفا وهو أنه علينا ان نصمد حتى ان نصل الى اتفاق لكي نصل بالرئيس الذي يمثل وجهة نظرنا ومشروعنا".     واوضح جعجع "لم اكن من رأي ان نستعجل بموضوع الرئاسة ولكن الفراغ طال جدا لذلك كان لابد من ان نحرك الملف. ولكن نحن ايدنا عون ووضعنا النقاط العشر التي تتوافق مع نظرتنا وتوجهاتنا".  

  وشرح جعجع ان "المقصود من عدم دخول وخروج المسلحين من والى لبنان الجميع ولا نستثني أحدا"، مؤكداً اننا "كنا في 14 آذار وسنبقى في 14 آذار ولن نخرج من 14 آذار لانها قناعاتنا السياسية وبدأت معنا منذ 1975 و1990 ومن اجلها دخلت الى السجن ولم أغير قناعاتي من أجل أحد ولن اغيرها مهما كلف الامر".  

  وشدد جعجع على ان "اخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة نقطة سوداء على جبين القضاء اللبناني وعدم تصريح عون والتيار"الوطني الحر"عن موضوع اخلاء سبيل سماحة جيد جدا كبداية على الأقل".  

  وذكر جعجع انه "عندما بدأنا بالتشاور وحتى وصلنا الى اعلان النوايا اعتقدت ان هذا سقف التواصل والتفاهم او حدها الاعلى، ولكن ان تصل الامور الى ترشيح عون للرئاسة لم اكن اتوقع هذا نهائيا، ولكن بسبب الظروف الاخيرة السياسية وخوض الجلسات التشريعية مع بعضنا البعض والاتفاق على الاطار السياسي الذي اتفقنا عليه أدوا الى ما وصلنا اليه ولكن اذا سألتني عن هذا الأمر من قبل بسنة كنت سأقول بالطبع لا".  

  واوضح جعجع ان "الشهداء الذي سقطوا سقطوا من اجل نفس القضية التي كنت اعلنها مع ترشيح عون والقصة ليست قصة أشخاص وانما قصة مشروع وقرار ونحن لا نغير شيئا بمبادءنا او اي شيء يعاكس دماء الشهداء واهل الشهداء كبار جدا وتفهموا المسألة والترشيح"، لافتاً الى انه "بالتاريخ هناك احداث كثيرة تحصل ولا يجوز ان نبقى في الاحداث التي حصلت في الماضي. ولا يجوز أن كل فريقين تقاتلا ان يبقيا في الحرب وإلا المانيا وفرنسا لبقيتا حتى اليوم في حرب".

    واشار جعجع الى ان "عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا غير معارض لهذا التقارب وهو بصلب سلطة القرار في القوات اللبنانية ولا مشلكة لديه مع الترشيح"، مؤكداً اننا "اكثر من اي وقت آخر مصرون على مشروع 14 آذار وتحالفتنا، بالامس حصلت قصة ميشال سماحة وكل أحزاب 14 آذار كان موقفها موحدا بهذا الشأن وتظاهرنا سويا ولكن هذا الأمر لا يمنع من ترشيح عون للرئاسة بسبب واقع سياسي معيّن وخصوصا وللأسف بعد حصر الرئاسة بين فرنجية وعون". وشدد جعجع على ان "قوى 14 آذار لم تنته ومشروعها لا يزال موجودا، ترشيح عون للرئاسة ليس له اي علاقة بتوضعنا السياسي ولا نزال في تحالفاتنا ومشروعنا للبنان لا يزال نفسه ولن نغير مبادءنا".  

  واضاف: "فلنقارن ماذا فعلت السعودية للبنان وماذا فعلت كل الدول الاخرى؟ السعودية ساعدتنا في كل شيء وبالنفس وقته لا تتدخل بأي شأن داخلي وأكثر دولة فادتنا على المستوى العملي هي السعودية في السنوات العشر الأخيرة"، شارحاً ان "السعودية تعتبر ان الوجود المسيحي نوعي وضروري جدا ولا تقبل لا من قريب او من بعيد ان يقترب اي احد منا".  

  وذكر جعجع انه "كان هناك ضوء اخضر من السعودية بشأن ترشيح فرنجية ولكن عندما رأوا ان هناك معارضة مسيحية كبيرة لهذا الترشيح فلم تعارض على الأمر ولذلك بعد عدة ايام من الترشيح قالت انها لا تتدخل في مسألة الرئاسة اللبنانية".  

  واشار جعجع الى اننا "اصدقاء مع القيادة القطرية وهناك علاقة شخصية مع الخارجية القطرية والموقف القطري موقف طبيعي"، مؤكداً ان علاقتي قوية بقطر والسعودية، والسعودية تقول ان اللبنانيين يعرفون مصلحتهم اكثر من اي شخص آخر"، معتبراً ان "السعودية لن تأخذ موقفا من مسألة ترشيح عون قريبا لانها تريد ان تبقى جانبا لبعض الوقت وتترك الامور تأخذ مجراها".   واذ اكد جعجع ان "الاحتفال الذي رأيناه في معراب كان يتعلق بمسألتين مسألة زيارة عون لمعراب ومسألة ترشيحه للرئاسة وانا حاولت الفصل بين الاثنين"، مشدداً على ان "رئاسة الجمهورية في مكان واحد لا غير وهي عند حزب الله واذا الحزب جديّ بانتخاب رئيس للجمهورية فغدا يتم انتخاب عون رئيسا".  

  واوضح جعجع ان "الاستحقاق الرئاسي يتوقف اليوم عند مدى جدية "حزب الله" بانتخاب رئيس لذلك يمكنه جمع كل قوى 8 آذار ليتفقوا على انتخاب عون"، مذكرا بأن "عون مرشح 8 آذار وبالتالي بالحد الادنى يجب ان تكون 8 آذار جدية بهذا الترشيح و"حزب الله" اكد انه مع عون حتى النهاية ووصلنا الى النهاية اليوم فعليه اثبات ذلك"، مشيراً الى ان "المسألة اليوم تقف عند "حزب الله" بكل صراحة وبكل وضوح ومدى جديّته بسد الفراغ الرئاسي"، مؤكداً اننا "لا نقبل ان يضع احدا اي فيتو علينا بشأن استلام اي حقيبة في الحكومة وأقولها بكل صراحة وبالفم الملآن". وردا على من يقول ان القوات لا يحق لها من ترشيح أي شخص للرئاسة: اكد جعجع ان"القوات" لها حق وأنت الذي لا يحق لك بترشيح اي احد للرئاسة"، مشيرأً الى ان " حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري في تنسيق دائم وعون مرشح 8 آذار وعليهم تأمين النصاب لإنتخابه".  

  واكد جعجع ان "لا بديل لهذا النظام ولا احد يستطيع ان يقوم بإستبدال "الطائف"، لافتاً الى ان "البنود التي تليناها في معراب كافية وهي إنتصار لـ"14 آذار" وللجميع، وعون وافق عليها".  

  ورأى جعجع انه "اذا لم يكن "حزب الله" جدياً بدعم عون عندها سنقع بمشكلة كبيرة، وهذا يعني ان حزب الله لا يريد رئيساً وحينها علينا ان نجلس على الطاولة من جديد من اجل ايجاد الحلول"، متسائلاً: "هل يجب ان نكون على عداء دائم مع عون؟ كان يجب ان نتفق ونحن والكتائب متفقون منذ زمن واليوم اتفقنا مع "الوطني الحر"، معتبراً انه "من يعترض على المبادئ والبنود التي اتفقنا عليها مع عون عليه ان يقرأها جيداً".  

  وشدد جعجع على انه "لم يتدخل في انتخابات الرابطة المارونية ولغاية اليوم لم أعلم ماذا يحصل داخل الرابطة"، مشيراً الى ان "الإتفاق مع عون قائم على أسس وطنية لا طائفية ولا مسيحية ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ.  

  وعن الوضع السوري، رأى جعجع ان "الوضع في سوريا معقد ولا حل في المدى المنظور والمسألة باتت معقدة"، معتبراً انه "لا تغيير في سلوك ايران ببقاء النظام القائم وحتى بعد رفع العقوبات الا في حال حصل تغيير جراء الإنتخابات القادمة في ايران". عن إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة، اوضح جعجع ان "هذه خطيئة وليس خطأ والجسم القضائي بحاجة إلى إصلاحات كثيرة وبعض القضاة لا يعرف كيفية توصيف الملف"، لافتاً الى ان "المحكمة العسكرية خارج أي رقابة من قبل وزارة العدل والإحتجاجات يجب ان تستمر".