اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى اننا "عندما نكرر دعوة الجماعة السياسية للقيام بواجبها الأساسي بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة إحياء المجلس النيابي والحكومة، إنما نفعل ذلك على الأخص، بالنسبة إلى السياسيين المسيحيين، إنطلاقا من هذا الواجب الذي يمليه عليهم الضمير المسيحي الملتزم بمقتضيات معموديتهم التي ذكرناها. فالارشاد الرسولي نفسه يذكرهم بأنهم ملتزمون بممارسة مسيحية في إدارة الشؤون الزمنية، لأن البشرى الانجيلية تنير جميع الشؤون البشرية؛ من أجل بناء اسرة بشرية سعيدة، وفي الوقت نفسه البلوغ إلى الخلاص الأبدي. لا يستطيع المسيحيون أن ينسوا أو يضعوا جانبا أو يتنكروا لهذا التعليم الانجيلي، فيما هم يمارسون العمل السياسي وإدارة الشؤون الزمنية".  

وخلال قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، لفت الى "إننا من واجب الإجابة على عمل الفداء الذي أجراه الله، بشخص يسوع المسيح، ويقتضي تحرير جميع الناس من كل ما يعيق نموهم الروحي والبشري، الاقتصادي والثقافي، الاجتماعي والمعيشي، نوجه النداء إلى حكام الدول في الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية لكي يوقفوا الحروب وويلاتها وجرائمها وفتكها المتنوع بالمواطنين الآمنين، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وفي المملكة العربية السعودية المهددة والعمليات الإرهابية المسنودة في مصر وليبيا وسواها. يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية. وليخافوا الله في عباده. وإنه لمن العار اتخاذ المواطنين دروعا بشرية وقتلهم والقضاء عليهم جوعا، كما هو حاصل في مضايا والفوعة وكفريا وسواها. لا يحق للمجتمع الدولي عدم الالتزام بكل قواه في ايصال المساعدات السريعة لهؤلاء الذين يتضورون جوعا وفي فرض وقف إطلاق النار وإيقاف المدافع والقنابل، وإيجاد حلول سياسية تبلغ إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة بأسرها".