رأى وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «الاستحقاق الرئاسي هو دولي وإقليمي، وهناك رأيان، الأول يقول إنه استحقاق محلي والثاني يقول إنه استحقاق دولي وإقليمي. في ما يعنينا، نحن كجهة سياسية، كان الرئيس سعد الحريري صادقاً دوماً في مسعاه لإجراء الانتخابات الرئاسية وكان صادقاً في مسعاه لإكمال النصاب الدستوري للنظام، بحيث تصبح الصراعات السياسية داخل النظام وليس خارجه، ودولة الرئيس ميشال عون مقتنع بصدق الرئيس الحريري بهذا المسعى بصرف النظر عن مسألة التسمية والمرشحين».

وكان المشنوق زار ظهر أمس عون في الرابية، واستمر اللقاء زهاء ساعة قال بعدها المشنوق: «تعرفون ظروف البلد، أكان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو على صعيد التطورات الإقليمية التي نعيشها، هذا ما يجعل التشاور مع الرئيس عون واجباً وضرورياً وملحاً».

وأضاف: «لقد تشاورت معه في مواضيع عدة منها تفعيل العمل الحكومي، ثم موضوع الاشتباك الإقليمي الكبير الحاصل في المنطقة، وأخيراً تحدثنا عن موضوع الانتخابات البلدية التي تستحق في شهر أيار (مايو). والرئيس عون مؤيد بطبيعة الحال لإجراء الانتخابات وعدم القيام بالتمديد مرة أخرى، لأن الناس تريد التعبير عن رأيها وتنتخب من يناسبها، خصوصاً في المجال البلدي الذي يفتح الباب واسعاً أمام اللامركزية الإدارية التي تسهل أمور الناس وتساعدهم على تطوير قراهم ومناطقهم». وقال: «في موضوع العمل الحكومي يعلم العماد عون من مسؤوليته الوطنية أن هذه الأيام الصعبة تفترض المزيد من العمل الحكومي والسعي لاكتمال النصاب الدستوري في البلد».

وزاد: «أما في موضوع الأزمة الإقليمية فإن الرئيس عون ميال إلى التهدئة وعدم الانغماس في هذا الصراع الإقليمي الذي لا يتحمله لبنان ولا يستطيع التأثير به ولا تغييره، يجب التخفيف عن الناس وألا نحملهم فوق طاقتهم».

وعما إذا كانت وزارة الداخلية جاهزة للانتخابات البلدية، أجاب: «نحن طبعاً اتخذنا كل الإجراءات اللازمة، وسؤال خاطر الرئيس عون هو لاستكمال التشاور مع القيادات السياسية الرئيسية في البلد حول هذه المسألة الحساسة، نحن جاهزون لإجراء الانتخابات. وتناقشنا مع العماد عون في موضوع الانتخابات الفرعية في جزين، وسنعمل على إيجاد الصيغة المناسبة لدمج الموضوعين».

قيل له: «هل تبلغتم من الجنرال أن وزراءه سيحضرون جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل؟» أجاب: «دعني أقول إن الحديث عن هذا الموضوع كان إيجابياً من واقع المسؤولية الوطنية للجنرال عون».

وقال رداً على سؤال: «طبعاً سنشارك كتيار المستقبل في جلسة الحوار الاثنين (غداً). وهي قائمة ومستمرة وستستمر، وهي طاولة الحوار الوحيدة في المنطقة التي في إمكانها أن تخفف من الأضرار قدر المستطاع».