تكرر سيناريو مسلسل رئاسة الجمهورية في مجلس النواب مع ارجاء جلسة الانتخاب التي كانت مقررة امس الى 8 شباط المقبل لتحمل الرقم 35، بسبب عدم اكتمال النصاب في غياب نواب حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح بمن فيهم نواب المردة.

كما جلسة الامس وعلى وقع المواقف السياسية التصعيدية التي اطلقت في عطلة الاعياد، بدا مصير الحوار والتواصل بين المكونات على المحك، الا ان اتصالات تجري بعيدا من الاضواء لملء الشواغر الامنية في قيادة قوى الامن الداخلي وفي المجلس العسكري، بما يسهم فعليا في تحصين الامن وتوفير الحصانة السياسية من جهة وتلبية بعض المطالب السياسية الامنية بالقدر المتاح. بعدما كان الرئيس نبيه بري اعلن بصراحة ان الاستحقاق الرئاسي دخل في الثلاجة.

رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة اشار الى اننا "ما زلنا معلقين بسبب ان هناك من يستمر في أخذ البلاد رهينة، وهذا الامر برسم جميع اللبنانيين ليعرفوا من يقف دون اجراء الانتخابات". من جهته، اعتبر النائب جورج عدوان ان "ترشيح فرنجية خلق دينامية علينا ان نواكبها بتحركات اخرى حتى لا تتوقف ويوضع الاستحقاق في الثلاجة"، مشدداً على ان "مصلحة لبنان تتطلب منا هدوءاً وحكمة اكثر، وأن نمحو الكلام الهجومي في حق بعضنا وإلا سنتجه الى خراب البلاد".

الى ذلك، بقيت "حرب البيانات" على جبهتي "المستقبل" و"حزب الله" مشتعلة على خلفية التأزم الاقليمي بين الرياض وطهران، مبقية مصير الحوار الثنائي الاثنين المقبل على المحك.

من جهة ثانية، عاد ناشطو الحراك المدني الى الشارع بعد ان انكفؤوا لفترة على خلفية ازمة النفايات المُستفحلة في البلد. وفي خطوة مفاجئة اقتحم ناشطون من حملة "بدنا نحاسب" مبنى التفتيش المركزي (ادارة المناقصات) في بيروت بعد ان كانوا يعتصمون خارجه ، الا ان القوى الامنية منعتهم من اكمال طريقهم الى الطابق حيث يتواجد رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد ما ادّى الى تدافع مع القوى الامنية. وأصدرت الحركة بياناً اشارت فيه الى ان "ما حصل في صفقة الترحيل، باب جديد من ابواب الصفقات المشبوهة كريهة الرائحة، اكثر من نفايات الشوارع، وأن الصفقة بالطريقة التي تمت بها باطلة وهي سرقة موصوفة".

موقف لبنان في القاهرة
من جهة ثانية، تتجه الانظار الى الموقف الذي سيتخذه لبنان في خلال اجتماع الجامعة العربية الذي سينعقد على مستوى وزراء الخارجية بدعوة من السعودية الأحد المقبل في القاهرة، وسط توقعات بأن يلتزم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قرار النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ازاء الخلاف المستجد بين طهران والرياض.