تعدّدت الوسائل التي يستخدمها شاب وفتاتان في ميدان الدعارة، لكنّ "قارورة الغاز" كانت دائما القاسم المشترك لاصطياد الشباب إلى وكر الشبكة ووضعهم ما بين حدّي ممارسة الجنس أو السلب بالقوة.

 

فصول هذه القضية بدأت حين ادعى شابٌ أنّه تعرّض لعملية سلب منظمة بعد استدراجه من قبل إمرأة إلى منزلها في صبرا، بحجة تركيب قارورة غاز، حيث وجد في المنزل إمرأة أخرى، أرشدته إلى مكان القارورة المطلوب تركيبها وهي داخل غرفة نومها، ولما دخل معها فوجئ بها توصد الباب عليهما من الداخل، فيما قفز شاب كان مُختبئاً خلف الخزانة وشهر سكيناً وضعها على رقبة "فاعل الخير"، وهدّد بذبحه ما لم يُسلّمه محفظته فوراً، وبالفعل أخذ المحفظة ونظّفها من النقود وطرده من المنزل.

بعد توافر معلومات عن تكرار عمليات السلب في المحلّة بطرق مشابهة، توجّهت دورية من فصيلة بئر حسن وداهمت الشقّة المذكورة وأوقفت بداخلها كل من "أ" و"ك" حيث أفاد الأوّل أنه يقيم مع الثانية بصورة غير مشروعة فيما يظن سكان الحي أنّها زوجته واعترف أنه سلب شاباً دخل الغرفة حين كان نائما، دون أن يعرف أن "ك" وصديقتها "ن" هما من استدرجا الشاب لتركيب قارورة الغاز.

أما الموقوفة "ك" فأفادت أن صديقتها "ن" المعروفة بـ "منى" حضرت إلى منزلها فأخذتا تشتمّان التنر معا وتشربان الويسكي ولم تعد تدرك ما حصل بعدها، وأوضحت أنّها إمرأة مطلّقة تمارس الجنس مقابل أجر مالي تتقاسمه مع "منى" التي تسهل لها الدعارة.

وعن حادثة استدراج الشاب الى بيتها وسلبه، قالت: تلقت "ن" اتصالاً هاتفياً وأخبرتني أنّها ستخرج قليلاً لإحضار زبون ليمارس الجنس معها، إلّا أنّ الزبون حين حضر طلب ممارسة الجنس معي بدلاً منها، لكنّ "أ" منعه من ذلك ووضع السكين على رقبته وطلب منه محفظته، وهنا طلبت "ن" من "أ" أن يذهب ويشتري علبة سجائر وأن يتأخر حتى تنتهي من الزبون الذي أعطاها مبلغاً من المال وضعته في صدرها".

وأوضحت "ك" أنّ "الزبون طلب من "ن" خلع كل ملابسها والتعري بالكامل لممارسة الجنس، لكنها قبلت بخلع الملابس من الأسفل خشية أن يأخذ النقود المخبأة في صدرها، ولما أنزلت بيجامتها حتى ركبتيها، حاول إجبارها على خلع ثيابها كلّها وطلب منها القيام بأفعال منافية لا ترغب بها، فضربته على معدته وبدأت تصرخ ففرّ هارباً".

وفي مكتب حماية الآداب العامة، اعترف "أ" أنّه على علم أنّ "ن" تمارس الدعارة وكانت تعطيه مبلغاً ضئيلاً من المال لشراء حاجياته. وأمام محكمة الجنايات في جبل لبنان، أنكرت "ن" تهمة ممارسة الدعارة، وأفادت أنّها كانت تعلم أنّ "ك" تبيع العطور ولم تعد تتعاطى معها حين بدأت تشتم التنر، نافية معرفتها بـ"أ" ولم يسبق أن أوقفت بجرم ممارسة الدعارة وإنما هي موقوفة أيضا بدعوى مخدرات.

وأدانت المحكمة برئاسة القاضي عبدالرحيم حمود، المتهمة "ن" بجرم السلب بواسطة التهديد بسكين وبممارسة الدعارة، وأنزلت بها عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة ثلاث سنوات وتخفيضها لمدة سنتين واحتساب مدة توقيفها، فيما حوكم "أ" و"ك" على حدة .

لبنان 24