قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إنه “لن يتوانى عن الضغط لإنتخاب رئيس جمهورية للبنان، لأنه من غير الجائز أن يبقى رأس الدولة شاغراً إلى ما لا نهاية، ولأن الشغور انعكس سلباً على المؤسسات الدستورية الأخرى التي تعاني من الشلل والتعطيل، وهناك ضرورة لإعادة انتظام العمل فيها، ولن يتحقق إلا بانتخاب الرئيس مفتاح حل المشكلات التي يرزح تحت وطأتها البلد”.

كلام الراعي نقله عنه زواره الذين قصدوا بكركي لتهنئته بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة لصحيفة “الحياة”، ولفتوا إلى أن “الراعي لا يحبذ إنتخاب الرئيس من ضمن الإتفاق على سلة سياسية متكاملة، لأنه يرى في هذا الطرح تمديداً للفراغ الرئاسي”.

ورأى الراعي، وفق هؤلاء الزوار، أن “مجرد ربط إنتخاب الرئيس بالتفاهم على سلة متكاملة، سيدخلنا في دوامة الشروط والشروط المضادة ما يؤخر إنتخابه”. أضاف أن “مطالبة البعض بالاتفاق على تشكيل الحكومة العتيدة وقانون الانتخاب الجديد كشرط لانتخاب الرئيس، سيدفع ربما البعض الآخر إلى المطالبة بحل لسلاح “حزب الله” وخروج الأخير من مشاركته في الحرب الدائرة في سوريا”.

وأكد أنه “لن يدخل في أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية وكنت قلت ذلك بالأمس عندما ميّزت بين المبادرة وبين إنتخاب الرئيس”. وتابع: “ان ما يهمني الإسراع في إنتخابه، ويعود للبرلمان إنتخابه، ولا أعلق أهمية على الاسم”.

وقال إن “النائب سليمان فرنجية أعلن ترشحه للرئاسة، وإن هناك أربعة مرشحين، ثلاثة منهم يصرون على الترشح”، في إشارة الى الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون ورئيس حزب “القوات” اللبنانية، ويرفض أحدهم القبول بالآخر مع أن فرنجية أبلغني بأنه لن تكون مشكلة، والمهم أن يتفقوا على الرئيس وينزل الجميع إلى البرلمان لانتخابه”.

وكشف الراعي أنه “بحث في موضوع انتخاب الرئيس مع مسؤول من “حزب الله” زاره أخيراً، في إشارة إلى غالب أبو زينب، وقال إن هذا المسؤول سأله “ما العمل مع العماد عون؟ وقلت له إنه حليفكم وما عليكم إلا أن تنزلوا إلى البرلمان وتصوتوا له وأحترم إرادة النواب إذا انتخبوه رئيساً، وفي حال لم يحالفه الحظ، فإنهم سينتخبون منافسه أو منافسيه، وبذلك نكون انتخبنا الرئيس وانتهينا من الشغور”.