عيد الميلاد كان مرّاً على سكان جنوب الولايات المتحدة، إذ أمضوه وهم يحصون خسائرهم بعد أعاصير وعواصف أوقعت 14 قتيلاً وسبّبت دماراً هائلاً. في المقابل، سُجِّلت درجات حرارة مرتفعة قياسية في واشنطن ونيويورك.

وساهم طقس دافئ في غير موسمه الأربعاء الماضي، في تشكّل أعاصير من أركنسو إلى ميشيغان، تضرب هذه المناطق عادة في الربيع، لكنها نادرة جداً في هذه الفترة من السنة.

وأعلنت السلطات أن عواصف حملت رياحاً شديدة، مطلقةً أكثر من 20 إعصاراً في أركنسو وإيلينوي وإنديانا وميسيسبي وتينيسي وميشيغان. وأضافت أن إعصاراً ضخماً ضرب منطقة طولها 160 كيلومتراً في شمال ميسيسيبي، في «مسار طويل جداً» يصل إلى تينيسي، ما أدى إلى سيول وتدمير أكثر من مئة منزل ومبنى، أو إلحاق أضرار بالغة بها.

العواصف التي اتجهت شرقاً، فقدت من قوتها، لكنها أسفرت عن أمطار غزيرة غمرت الطرق في آلاباما، مسبّبةً انهياراً طينياً في جبال جورجيا.

وقال أحد سكان ميسيسيبي: «حين وصلت العاصفة ارتميت أرضاً ومرّت فوقي مقتلعة أشجاراً، ولا أعرف كيف نجوت لأروي الأمر».

وأعلنت السلطات مقتل سبعة أشخاص في ولاية ميسيسيبي، بينهم صبي عمره 7 سنوات قضى في سيارة قلبتها العاصفة. وتوفي ستة في ولاية تينيسي، وفتاة عمرها 18 سنة في ولاية أركنسو، بعدما سقطت شجرة على منزلها.

وأعلنت ولايتا ميسيسيبي وتينيسي حال طوارئ. وقال فيل براينت، حاكم ميسيسيبي، إن 14 إعصاراً ضربت الولاية، متحدثاً عن «كارثة». وأشار إلى أن السلطات أقامت ملاجئ للمتضررين، فيما هناك عشرات من الجرحى والمفقودين في ميسيسيبي وآلاباما وتينيسي.

وضرب إعصار نادر ولاية ميشيغان حيث انقطعت الكهرباء عن نحو 15 ألف منزل، وفي ولاية ويسكونسن المجاورة. كما أُجِّلت أو أُلغيت نحو 500 رحلة جوية في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، بعد تعرّضها لعاصفة.

وفيما غرق جنوب الولايات المتحدة في سيول وأعاصير وعواصف، نَعِم شمال شرقي البلاد بدفء قياسي، اذ بلغت الحرارة 21 درجة في واشنطن، و22 في نيويورك، في ما اعتُبر سابقة في المدينة منذ 24 كانون الأول (ديسمبر) 1871. كما بلغت الحرارة 21 درجة في مدينة كيبيك الكندية.

وساد طقس دافئ مختلف انحاء أوروبا حتى ان بريطانيا شهدت للمرة الأولى القمر البدر المكتمل عشية الميلاد للمرة الأولى منذ عشرات السنين.