سيكون المتصدّر «ليستر سيتي» أمام امتحان صعب عندما يحل ضيفاً على «ليفربول» التاسع غداً في قمة الأسبوع الـ18 من الدوري الإنكليزي بكرة القدم.
ويحلّ «أرسنال» الثاني ضيفاً على «ساوثهامبتون» الثاني عشر، ويستضيف «مانشستر سيتي» الثالث «سندرلاند» الـ19 قبل الأخير.
أما «مانشستر يونايتد» الخامس فيلعب خارج أرضه أمام «ستوك سيتي» الحادي عشر وسط الأخبار التي تتحدث عن إقالة مدربه الهولندي لويس فان غال وتعيين المدرب المقال لـ «تشلسي» البرتغالي جوزيه مورينيو مكانه.
فرصة «أرسنال»
وكانت الاحتفالات في «استاد الإمارات» مع تحية لاعبي «أرسنال» مشجّعيهم عند نهاية مباراتهم مع «مانشستر سيتي» يوم الاثنين الفائت أظهرت مدى أهمية النتيجة. إذ لم تكن مجرد فرحة لخروج فريقهم فائزاً (2 ـ 1)، وتقليصه الفارق الذي يفصله مع متصدّر الدوري الإنكليزي «ليستر سيتي» إلى نقطتين فحسب، بل أيضاً جعلتهم يعتقدون أن باستطاعته إحراز اللقب للمرة الأولى منذ العام 2004.
لقد عانى «أرسنال» لسنوات طويلة منذ إحراز فريقه «المنيع» لقب الدوري الممتاز بعد 38 مباراة من دون خسارة. لكن الدليل يزداد بأن الوقت حان لوضع حدّ لهذا الانتظار الطويل. إذ مرّت عشر سنوات منذ أن احتل الفريق أحد المركزين الأول والثاني. كما أنه خلال تلك الفترة احتل مرتين فقط أحد هذين المركزين بعد 17 مباراة كما يفعل حالياً. يُضاف إلى ذلك أنه لمرة وحيدة منذ الموسم 2003 ـ 2004 جمع أكثر من نقاطه الـ36 التي يملكها حالياً، وذلك عندما جمع 40 نقطة في الموسم 2007 ـ 2008 وأنهاه في المركز الثالث.
وعلى الرغم من تألق «ليستر سيتي» في صدارة الترتيب، جاء الفوز على «سيتي» ضد فريق يعتقد كثيرون أنه سيكون المنافس الأبرز لـ «أرسنال» على اللقب. لذا كان هذا الفوز بمثابة ضربة نفسية لـ «مانشستر سيتي» الذي تلقّى خسارته الخامسة هذا الموسم في إشارة إلى أنه لم يسبق لأي فريق أن تُوّج بلقب الدوري عند خسارته في خمس مباريات قبل الميلاد. لقد كانت نتيجة عرض جيد سيعزز من ثقة «أرسنال» الذي يبحث عن العامل النفسي الحاسم الذي حيّره طويلاً في السنوات الماضية.
وقال المدرب أرسين فينغر لـ «بي بي سي» في هذا الصدد: «ثقتنا كبيرة وبات فريقنا أكثر نضجاً الآن، وهذا كان واضحاً في المباراة عندما تعرضنا للضغط ونجحنا في التعامل معه. كل فوز يعزز ثقتنا فكيف إذا كان الفوز في مباراة كبيرة كهذه».
ويملك فريق «المدفعجية» تسع نقاط أكثر مما حصده في تلك المرحلة من الموسم الفائت، حين كان متخلفاً بفارق 15 نقطة عن المتصدر «تشلسي» قبل اثني عشر شهراً. لكن نظرة سريعة على برنامج المباريات تُظهر أن امتحانات كبيرة تنتظره، حيث سيحل ضيفاً على كل من «مانشستر سيتي» و «مانشستر يونايتد» و «توتنهام» و «إيفرتون» و «ليفربول».
كما يملك «أرسنال» حالياً الأفضلية على منافسيه التقليديين «تشلسي» و «مانشستر يونايتد»، يُضاف إليها الثقة المتزايدة من أنها الفرصة المناسبة لفينغر وفريقه لإحراز اللقب هذا الموسم. فـ «مانشستر سيتي» كما أثبتت مباراة «استاد الإمارات»، متذبذب المستوى هذا الموسم ويقدم عروضاً غالباً ما تكون تحت المعدل. أما «مانشستر يونايتد» فيتراجع سريعاً، مع فشله في تحقيق الفوز في مبارياته الست الأخيرة وخروجه من المراكز الأربعة الأولى ومن دوري أبطال أوروبا متسبباً في إحراج مدربه الهولندي لويس فان غال. وخرج «تشلسي» من السباق إلى اللقب مع احتلاله المركز الـ15 بنصف عدد نقاط «أرسنال» وبقيادة مدرب موقت في الهولندي غوس هيدينك.
يتقدّم «أرسنال» حالياً على «مانشستر سيتي» بفارق أربع نقاط وعلى «مانشستر يونايتد» بفارق سبع نقاط، ومن الطبيعي القول إنها فرصة قد لا تسنح مجدداً أمام «المدفعجية». لكن ثقة «أرسنال» في إحراز لقب الدوري لا يجب أن تأتي فقط من ضعف منافسيه المعتادين، بل من تطور فريقه الواضح على أكثر من صعيد. فحارس المرمى التشيكي بيتر تشيك وصل من «تشلسي» الصيف الفائت مقابل عشرة ملايين استرليني وساهم بشكل كبير في التغيير نحو الأفضل، كما أظهر ضد «سيتي» من خلال أداء ينمّ عن الخبرة الكبيرة التي يملكها. لقد كان ابن الـ33 سنة صمّام أمان لدفاع «أرسنال». يُضاف إلى ذلك أن إحرازه لقب الدوري ثلاث مرات مع «تشلسي» إضافة إلى دوري أبطال أوروبا يجعله يعي ما يحتاجه الأمر لإحراز ألقاب كبيرة وخبرته لن تقدَّر بثمن خلال الأشهر المقبلة.
كما يثبت الألماني مسعود أوزيل لما أنفق فينغر 42.4 مليون استرليني لضمّه من «ريال مدريد» في أيلول من العام 2013، وذلك من خلال تمريراته الحاسمة الـ15 هذا الموسم إلى ثيو والكوت الذي افتتح التسجيل ضد «سيتي».
بدورهما يثبت والكوت والمهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو أنهما مصدر تهديد حقيقي على المرمى. فقد سجّل والكوت هدفه الـ13 في 17 مباراة ضمن الدوري الممتاز، بينما سجل جيرو اثني عشر هدفاً في 14 مباراة.
وفي حال استعاد «أرسنال» نجمه الأول التشيلي أليكسيس سانشيز المصاب، سيتمكّن من الحصول على العامل الأكبر الذي يمنحه فرصة حقيقية لإحراز اللقب.
لقد تعرّض فينغر لانتقادات كبيرة لفضله في ضم لاعب وسط من الطراز العالمي خلال الصيف، إضافة إلى مهاجم من الطراز العالمي. لم تكن الأهداف مشكلة، لكن يبقى الشك في أن فريق «أرسنال» كان بحاجة إلى المزيد من التعزيزات وحكمة فينغر في عدم شراء لاعب كبير ستُقاس بشكل كامل في نهاية الموسم. كما أن المدرب الفرنسي معروف بعدم تورطه في سوق الانتقالات الشتوية. وهذا يعني أن مهمته الرئيسية خلال الشهر المقبل ستكون استعادة كل لاعبيه الكبار مثل سانشيز والاستمرار في المنافسة إلى حين عودة أمثال داني ولبيك، الغائب حتى شباط لإصابة في الركبة، وسانتي كازورلا الغائب حتى آذار لإصابة في أربطة الركبة. وفي حال نجح في ذلك، وربما القيام بمفاجأة في سوق الانتقالات الشتوية، عندها يمكن لانتظار مشجعي «أرسنال» أن ينتهي. خاصة أنه لن يحصل على فرصة أفضل لذلك.

برنامج المباريات (بتوقيت بيروت)

السبت:
ـ «ستوك سيتي» * «مانشستر يونايتد» (14.45).
ـ «بورنموث» * «كريستال بالاس» (17.00).
ـ «أستون فيلا» * «وست هام يونايتد» (17.00).
ـ «تشلسي» * «واتفورد» (17.00).
ـ «ليفربول» * «ليستر سيتي» (17.00).
ـ «مانشستر سيتي» * «سندرلاند» (17.00).
ـ «ســـوانزي سيتي» * «وست بروميتش ألبيون» (17.00).
ـ «توتنهام» * «نوريتش سيتي» (17.00).
ـ نيوكاسل يونايتد» * «إيفرتون» (19.30).
ـ «ساوثهامبتون» * «أرسنال» (21.45).