لفت رئيس اللقاء الديمقراطي النائب الممدد لنفسه وليد جنبلاط الى ان لبنان خسر برحيل المطران غريغوار حداد رمزاً من رموز الإعتدال والإنفتاح والحوار، موضحاً ان الاخير كرّس جزءاً كبيراً من حياته للتأكيد على هذه الثوابت وتكريسها في إطار عمله الكنسي وثم الإجتماعي والثقافي.

واضاف جنبلاط في موقفه لجريدة "الانباء" ان حداد كان يصر على بناء الجسور بين اللبنانيين في أحلك الظروف وفي الأوقات العصيبة التي إنقطعت فيها أواصل الصلة بين مختلف الشرائح اللبنانية، وعمل في شكل حثيث على إقامة الندوات واللقاءات الثقافية التي كانت ترمي بشكل أساسي على التأكيد على نهج الحوار والتفاعل والتواصل بين مكونات المجتمع اللبناني المتعددة.

واضاف: "كم هي مهمة وعميقة تلك الأفكار الإصلاحية التي طرحها وعمل على نشرها إنطلاقاً من فهمه لمبادىء العلمانية الشاملة رغم ثوبه الكنسي وإقتناعه بأنها أحد أقصر الطرق للتأكيد على المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد بمعزل عن إنتمائهم الطائفي أو المذهبي." وتابع: "كم هي بحاجة الكنيسة اليوم لهذه الأفكار وهذه الرؤية.

وفي جهة المقابلة، كم هو الإسلام بحاجة في هذا الوقت للمزيد من الإصلاحات وإعادة القراءة العميقة للتعاليم والمفاهيم الأساسية."

واشار الى ان العودة إلى أفكار المطران غريغوار حداد تتيح البحث في سبل إطلاق عملية التغيير الجدي في بعض المفاهيم الدينية عند المسيحيين والمسلمين خلال هذه الحقبة الصعبة، وتؤسس للحد من ظواهر التطرف والعنف التي تلصق بالأديان وتنفذ بإسمها.

وختم جنبلاط كلامه بالقول: "لعل البابا فرنسيس قد قرأ بعضاً من أعمال المطران حداد وأطلق أوسع عملية إصلاحية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وهي بدأت تؤتي ثمارها على الكثير من المستويات لا سيما أنها تعكس عمق إطلاعه وتوجهه الإصلاحي الكبير."