منذ الاعلان عن اللقاء الباريسي الذي جمع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، لم تهدأ جبهتا 8 و14 آذار. في العلن، ترقّب وحذر، وفي الكواليس علامات استفهام كثيرة تُطرح وأسئلة لا تجد أجوبة عليها. فبين ليلة وضحاها، تحوّل فرنجية إلى مرشح تسووي قد يكون الاوفر حظاً للوصول إلى قصر بعبدا في ما إذا تخلّى الحريري عن حلفائه المسيحيين الذين لا يخفون معارضتهم وصول قطب من محور الممانعة الى سدة الرئاسة الاولى. أضف إلى ذلك، الاحراج الذي قد يسبّبه ذلك لحزب الله الذي سيكون مجبراً على دعم فرنجية، إنما طبعاً بعد إرضاء الحليف ميشال عون، من خلال قانون الانتخاب العتيد أو بوعود تتصل بحصصه في الحكومة المستقبلية التي سيرأسها الحريري.

 

وفي هذا السياق، يشير الاعلامي سالم زهران إلى أنه، وللمرة الأولى بعد عام ونصف العام من الفراغ الرئاسي، باتت هناك فرصة حقيقيّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، مؤكدا أنّ فرنجية هو الأقرب إلى قصر بعبدا فهو المرشح الأوفر حظّاً، خصوصاً أنّ الحريري جديّ للغاية في ترشيحه.

يتكلم زهران بثقة تامة، ويقول "فرنجية يكاد ان يكون فخامة الرئيس"، متحدثا عن معلومات تفيد بأنّ اسم الأخير طُرح بشكل جدّي في المطابخ المحليّة والاقليميّة والدوليّة، وأنّ زعيم "المستقبل" ينتظر ترتيب الأمور داخل منزلَي 8 و14 آذار، ليخرج ويعلن بشكل رسمي ترشيح فرنجيّة.

 

ولفت زهران، في حديث إلى موقع الـmtvالالكتروني، إلى أنّ حزب الله لن يقف في وجه وصول رئيس "المردة" إلى سدّة الرئاسة الأولى، لا بل سيكون عاملاً مساعداً، خصوصاً أنّ الاثنين تجمعهما صداقة ووحدة مسار تعود إلى عشرات السنين.

إلى ذلك، فقد كشف زهران عن أنّ فرنجيّة والحريري بحثا في الامور الأساسيّة وكيفيّة إدارة البلاد في المرحلة المقبلة، كما أنّ النقاش بين الرجلين تركّز خصوصاً على الجانب الاقتصادي، لجهة التنقيب عن النفط والغاز، وأردف زهران مؤكداً أنّه في ما لو أصبح فرنجيّة فخامة الرئيس، فسيتحوّل لبنان إلى بلد نفط بامتياز.

 

من جانبها، لا تخفي الاعلاميّة مي شدياق استياءها إزاء التسوية الرئاسيّة المطروحة، وهي ترى فيها استسلاماً غير مبرّر، وكسرا للرأي العام المسيحي، وتسأل "هل وصلنا إلى هذه الدرجة من اليأس؟ أين هي المبادئ؟ وهل ضحينا لنجد شخصاً يمثّل الاسد وحزب الله رئيساً؟".

واعتبرت شدياق، في حديث لموقعنا، أنّ انتخاب فرنجيّة يعني انتصار فريق على آخر، خصوصاً أنّ قسماً من 14 آذار موافق على هذه الطبخة، متمنيةً أن يكون ذلك مجرد مناورة وإلا فسنكون أمام "خفة في اللعبة السياسيّة".

وإذ كشفت عن امتعاض داخل صفوف "تيّار المستقبل" إزاء التسوية المطروحة، تساءلت عن الضمانات والتعهدات التي قدمها الطرفان، وهي عادت بالذاكرة إلى استقالة الحكومة في العام 2011 قبيل لحظات من دخول الحريري إلى البيت الابيض، يوم التقى الأخير الرئيس الاميركي باراك اوباما بصفته رئيس حكومة تصريف اعمال، مضيفةً "نيّالن بيار وجبران، ما شافوا اللي عم شوفو اليوم".

 

إذاً التسوية على نار حامية، يطبخها الاقربون والابعدون؛ ومهما كانت النتيجة، فسدت أو نضجت... سنكون أمام واقعٍ وحيد، اصطفافات سياسيّة جديدة وحسابات مختلفة خصوصاً في ما يخصّ التحالفات، قد تنهي الاثنتين معاً، 8 و14 آذار.