لم يكن لقاء "التيار الوطني الحر" ممثلا برئيسه الوكيل بوفد حزب الله الذي تقدمه مسؤول الارتباط والتنسيق فيه الحاج وفيق صفا، عادياً في كل المعايير، لا شكلاً ولا مضموناً وحتى "جواً، حيث بدت من اللحظات الاولى علامات "العتب الغاضب" للرابية، رغم الصراحة التي اتفق الفريقان على مقاربة موضوع الاجتماع من خلالها.

واذا كان الموقف العوني معروفا لجهة "الاحتجاج" على "قبة الباط" من قبل الحزب للنائب سليمان فرنجية لمباشرة معركته الرئاسية من "البيت المستقبلي"، بعد جلساته المطولة مع قيادات الحزب حيث وضع الاطار العام لاتفاق مبدئي يعطي فرنجية هامشاً واسعاً للمساومة بعيدا عن المسلمات، فان موقف حزب الله لم يكن اقل وضوحاً في تاكيد موفديه على ان حارة حريك قاربت المسالة من المنطلقات نفسها التي تعاملت بها زمن الاتصالات الحريرية - العونية، مشيرين الى ان العماد عون يدرك جيدا نمط تعامل الحزب مع حلفائه تاركاً لهم خيار الحديث عن مجالسهم.

وبحسب مصادر مطلعة على مجريات اللقاء فان رسالة الحزب للرابية كانت واضحة جدا، مفادها ان مسألتي المفاوضات حول الملف الرئاسي وقانون الانتخابات متروك للرابية، وحارة حريك ستسير خلف خيارها اياً يكن، اذ لا مشكلة للحزب فيما خص شكل قانون الانتخابات، كما انه ملتزم خيار العماد عون رئيساً او من يختاره الاخير من منطلق احترام كلمة السيد حسن نصر الله.

غير ان اللافت بحسب المصادر، فصل الحزب لباقي الملفات المتعلقة بالصفقة، حيث جزم الموفدان بان اي اتفاق او صفقة تتعارض وخيارات الحزب، ستدفع بالاخير الى المعارضة اياً كانت الاطراف الموافقة عليها، وفي مقدمتها مسألة الانسحاب من سوريا التي اشترطها الرئيس الحريري كمدخل اساسي للسير في اي تسوية. 

هكذا تنفست الرابية الصعداء واطمأن العماد ميشال عون لموقف الحزب، طالباً من نوابه تجنب تناول اللقاء الباريسي في الاعلام، رغم الحملات المضمرة التي بدأت عبر وسائل اعلام التيار الوطني الحر، وتعليقات العونيين النارية على مواقع التواصل الاجتماعي. فهل يبقى حزب الله على موقفه ام تنجح الضغوط والمكائد في جره الى موقع آخر، هو المتوجس اساساً من كل ما يجري؟

ليبانون ديبايت