العام المنصرم وفي 26 تشرين الثاني 2014 أغمضت "الشحرورة" عينيها ونامت نومتها الأخيرة حاملة مجدها الباطل، كما كانت تسميّه، وتاركة خلفها روحها وضحكاتها وأغانيها وألوانها وأنوارها التي نستفيق عليها كل صباح.


رحلت الشحرورة، وأغلقت الباب على جيل كامل من عمالقة الزمن الجميل، كانت دائماً تردد في مقابلاتها "أنا اشتقت للراحلين من عاصي الرحباني إلى فيلمون وهبة، ومحمد عبد الوهاب ورشدي أباظة"، وغيرهم ممن عشقتهم الصبوحة، ليس فقط في حياتها الفنية، بل في إنسانيتها الكبيرة.



وكما أرادت الصبوحة التي توفيت بعدما احتفلت بعيدها بأيام قليلة حصل، فزفت فرقة من موسيقى الجيش نعشها، حيث ترأس القداس لراحة نفسها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في حضور حشد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والفنية والوفود الشعبية.



وفي الذكرى الأولى لرحيل الأسطورة، أكد صديق دربها والمزين الخاص بها جوزيف غريب لـ"العربي الجديد"، أن "الشحرورة لا تفارقني، واليوم كنت أشاهد أعمالها على يوتيوب وفي قلبي غصة، إذ إن بيننا عمراً طويلاً، ولا يمكن إلا أن أتمنى الرحمة لها من الله، إذ إن الموت مصيرنا جميعنا". عن وصية صباح التي يتبعها يضيف أن "وصية صباح التي اتبعها، أنّ الحياة مجد باطل ولا يجب أن نحزن على شيء ونفرح دائماً"، ويختم بالقول:"لو خلق الكون من جديد لن يخلق مثل صباح ولا أقول سوى كلمة واحدة اشتقنا لها".


غفت الصبوحة ولم يغفُ تاريخها الحافل بمئات الأغنيات والأعمال الاستعراضية والأفلام التي بدأتها طفلة، فغنّت ألحان كبار الملحنين العرب، أبرزهم السنباطي وعبد الوهاب والأخوان رحباني ووديع الصافي وروميو لحود وبليغ حمدي...



كما مثلّت تحت إدارة كبار المخرجين، بينهم عزّ الدين ذو الفقار في فيلم الرجل الثالث، بطولة رشدي أباظة، وبركات في فيلم "3 نساء" ومحمود ذو الفقار في فيلم "الأيدي الناعمة" وغيرها الكثير...وآخر أعمالها الغنائية، أغنية "شو فيها الدنيي"، أما آخر أعمالها المسرحية كانت مع الفنان جوزيف عازار في مسرحية "كنز الأسطورة".



يشار الى أنه سيتم تكريم الشحرورة نهار السبت الواقع في 28 تشرين الثاني، بوثائقي "أيقونة الفرح" الخاص بالفنانة الراحلة الأسطورة صباح. وسوف يتم الحفل برعاية وزير الثقافة روني عريجي، وبالتعاون مع نقابة السينمائيين الفنيين، وذلك في قصر الأونيسكو بحضور عدد كبير من الشخصيات الفنية والاجتماعية والإعلامية، إلى جانب الممثلين المشاركين.