حذرت نخب إسرائيلية من أن حالة الإحباط التي يعشيها المجتمع الإسرائيلي بسبب فشل الإجراءات الأمنية المتبعة في وضع حد لانتفاضة القدس، مست بشكل غير مسبوق بالمزاج العام في إسرائيل.

وقد حذر مفكر إسرائيلي بارز من أن الإحباط سيدفع قطاعات من اليهود لمغادرة إسرائيل بحثاً عن الأمن.

وقال المفكر يوسي كلاين إن بعض اليهود شرع بالتفكير بالمغادرة بسبب طغيان حالة الإحباط الذي مرده تدني مستوى الشعور بالأمن الشخصي .

وفي مقال نشرته صحيفة “هارتس” في عددها الصادر اليوم الخميس، نقل كلاين عن أحد اليهود الذين يفكرون بالهجرة بسبب الإحباط، قوله: ” ما الذي يدفع الفلسطينيين لطعننا بالسكاكين، ماذا لم نفعل من أجل وقف هذه الموجة من العمليات، لقد قمنا بتدمير منازلهم، وقيدنا حركتهم بالحواجز، واعتقلنا أطفالهم، لكن كل هذا لم يسفر عن نتيجة، فهم يواصلون اصطيادنا”.

وأضاف: “نحن مثل ملاكم ضخم ضرير يقف في الساحة ويسدد ضرباته في الهواء، ومن دواعي احباطنا أنه ليس لدى الفلسطينيين قيادة تدير أعمال الانتفاضة لقمنا بقصفها”.

وواصل كلاين حديثه على لسان الشخص الذي يفكر بالهجرة، قوله ساخراً: “هل سنرسل الغواصات لكي تبحث عن أطفال يقبضون على مقصات لكي يهاجموننا”، منوهاً إلى أن إسرائيل لا تملك معلومات استخبارية حول نوايا الفلسطينيين، ناهيك عن أنه لا يوجد هناك جهة واحدة قادرة على تقديم تقدير دقيق للأوضاع.

واستهجن كلاين أن تكتشف إسرائيل بعد سقوط 20 قتيلا من اليهود بأن السبب وراء هذه الموجة من العمليات هو “التحريض”، مشدداً على أن هذا يدلل على حالة إنكار.

من ناحيته هاجم الكاتب آرييه شافيت مستويات الحكم اليمينية في تل أبيب، مشيراً إلى أنه في ظل الحكم اليمين تفجرت المقاومة الفلسطينية على الاحتلال.

وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر اليوم، قال شافيت إنه في ظل هذه الحكومة تحول 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة إلى مصدر تهديد إستراتيجي على إسرائيل بسبب حالة الإحباط والتي يعيشونها بفعل إجراءات الحصار الإسرائيلية.

ونوه شافيت على أن الواقع في الضفة الغربية وإسرائيل يدلل على أن اليمين الحاكم نسف انجاز الحركة الصهيونية المتمثل في إقامة دولة “يهودية وديموقراطية”، لإصراره على الإبقاء على المشروع الاستيطاني.

وأوضح شافيت أن الغرب بات ينظر لإسرائيل كدولة تقوم على الفصل العنصري بسبب سياسات وإجراءات اليمين الحاكم ضد الفلسطينيين.

من ناحية ثانية كشف الصحافي يعكوف لابين اليوم النقاب عن خلاف عميق جداً بين المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية بشأن سبل التعاطي مع الانتفاضة.

ونقلت الإذاعة العبرية صباح اليوم عن لابين المعروف بعلاقته الوثيقة بالمستوى العسكري قوله إن قيادة الجيش تحذر بقوة من التداعيات العكسية للعقوبات الجماعية التي أمر بها نتنياهو، منوهاً إلى أن كلاً من الجيش وجهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” يحذران من أن هذه العقوبات ستوسع دائرة الانتفاضة وستعمل على التحاق المزيد من القطاعات الجماهيرية الفلسطينية بها.

(عربي21)