خاص "ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

"ا.ن.ن"، ثلاثيني، صُفيت دماءه على يد "الدليفري بوي" لدى احد كبار تجار "الهلاك" في منطقة المتن الجنوبي والمعروف بـ"محمد".

"ج.ا"، رمى صديقه بينما كان يحاول ان يلتقط انفاسه الاخيرة امام مستشفى هارون في الزلقا لانقاذ حياته، وفر الى جهة مجهولة في بادئ الامر خوفا من تلبيسه الجريمة او من مصير مشابه يصيبه. اما القاتل، لا يزال حرا طليقا يسرح ويمرح بيديه الملطختين بدماء بريئة ذنبها الوحيد فعليا انها وقعت ضحية ادمان صاحبها.

بتاريخ 12 تشرين الثاني 2015، اي منذ 6 ايام تحديدا، جريمة مروعة هزت شارع سانت تريز في الحدث ومنطقة العقيبة على حد سواء. فابن أجد عبرين - الكورة، الملقب ب"الرامبو"، قتلته شريعة الغاب.

المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" تشير بان المغدور، وبعد اتصاله ب"محمد" لشراء الكوكايين وتحديد الطلب والكمية المرجوة، اعطاه الاخير رقم هاتف فتى الدليفري ليتفقا على المكان والزمان ويتم تحديد موعد التسلم والتسليم كما يجري في العادة.

وبعد الاتفاق، توجه الشابان بواسطة سيارة اجار من نوع "I10" سوداء اللون، الى "سانت تريز" لملاقاته. وبناء على ذلك، عمد الفتى الى تسليم "ا.ن" البضاعة الا ان الاخير وكونه لا يملك المال لدفع المبلغ المتفق عليه، حاول الهروب طالبا من الفتى انتظاره لدقائق معدودة حتى يجلب المال من السيارة متحججا بانه نسيها هناك.

واذ به يأخذ البضاعة ويفر مسرعا باتجاه السيارة "هروب هروب، يلا قلّع"، ما دفع بالشاب الى اطلاق النار على السيارة لايقافهما الامر الذي ادى الى اصابة "ا.ن" في بطنه، بينما اصيب "ج.ا" بحالة من الذعر والرعب بعد رؤية دماء صديقه تسيل بجانبه، فما كان منه الا ان يفر مسرعا بالسيارة الى اقرب مستشفى.

ونتيجة التحريات المكثفة والتحقيقات، تمكنت فصيلة انطلياس في قوى الامن الداخلي من تحديد هوية الشخص الذي كان برفقة المغدور وتركه غارقا بدمائه امام باب المستشفى. 
وبعد الضغط الذي مورس على عائلته لمعرفة المكان الذي توارى فيه الاخير عن الانظار، اقدم "ج.ا" بتاريخ 13 تشرين الثاني، اليوم التالي لوقوع الجريمة وبطلب من ذويه على تسليم نفسه الى الفصيلة.

ووفق المعطيات المتوافرة، تبين ان المدعوين "أ.ن.ن" و "ج.ا" هما من اصحاب السوابق وكانا قد اوقفا سابقاً، الاول بجرائم مخدرات، سرقة واحتيال وقد خرج من السجن في الـ 2013؛ بينما الثاني في الـ2014 وبجرم المخدرات ايضا .

وقد احيل الملف على الاثر الى الشرطة القضائية للتوسع في التحقيق وكشف ملابسات الجريمة وكافة تفاصيلها تباعا.