فرض الهم الأمني نفسه على جلسة الحوار الوطني امس شكلا ومضمونا. فمكان انعقادها انتقل من البرلمان الى عين التينة، أما الحضور فامتاز بنصاب كامل ومشاركة لافتة من شخصيات الصف الاول، حيث حضر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون. وحدها "الكتائب" غابت التزاما منها بموقفها تعليق مشاركتها في الحوار الى حين ايجاد حل لمشكلة النفايات. أما في المضمون، فجدّد المجتمعون، كما جاء في البيان الختامي للجلسة، استنكارهم للجريمة الارهابية التي وقعت في برج البراجنة وقدروا عالياً جهود الاجهزة الامنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشف كل تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين. وليس بعيدا، كان اجماع بعد النقاش على ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحة، وتقرر عقد الجلسة المقبلة الأربعاء المقبل في 25 تشرين الثاني الجاري.
أما المداخلات، فتركزت على التسوية التي دعا اليها السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، وكان النقاش هادئا وبنّاء، وفق ما أفادت المعلومات.
على خط آخر، وبعد ان دعا اكثر من طرف الرئيس سلام الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، تحدث الاخير عن ملف النفايات، فأبلغ المتحاورين انه تلقى 7عروض للتصدير وأن احدى الدول سترسل وزيرا من قبلها الى لبنان لهذه الغاية. واذ رحب الحاضرون بخيار ترحيل النفايات، كان اجماع على عقد جلسة لمجلس الوزراء عندما تجهز مسألة "الترحيل". ولاحقا نقل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل عن الرئيس سلام اصراره على عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل التوصل الى حل لقضية النفايات.
وفي هذا الاطار، تفيد أوساط وزارية ان سلام ووزير الزراعة أكرم شهيب يدرسان عروضا لترحيل النفايات الى الخارج، لكن هذا الحل سيكون مرحليا وموقتا ومرتبطا بعقود محددة زمنيا. أما الحل المستدام الذي يرجّح ان يعتمد، فهو انشاء محارق في المناطق والأقضية، تتعاون على اقامتها اتحادات البلديات أو بلدية منفردة، وفق حجم البلدة وعدد سكانها.
ومن المقرر ان يعقد اليوم اجتماع بين الرئيس سلام والوزير شهيب في السراي الحكومي وسيكون محوره النفايات، لتبيان الطريق الذي سيسلكه الملف وبالتالي الحكومة، في المرحلة المقبلة.
أمنيا، وبعد الانجاز الذي حققته الاجهزة المعنية بكشف شبكة تفجيري برج البراجنة وتوقيف المتورطين، كشفت قيادة الجيش عن فصول تفجيري عرسال، الذي استهدف في اليوم الاول اجتماعا لهيئة علماء القلمون والثاني ناقلة جند للجيش، فأشارت الى أن الموقوف محمد ابراهيم الحجيري الذي أوقف الاسبوع الماضي اعترف خلال التحقيق معه انه قام مع المدعو أبو علي اليبرودي بجمع معلومات حول توقيت ومكان اجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال، وكلّفا السوري أبو فراس بتفخيخ دارجة نارية وركنها في مكان الاجتماع وتفجيرها. ثمّ أقدم في اليوم التالي بالاشتراك مع اليبرودي وأبو فراس وأبو علي الأسيري على استهداف ناقلة جند للجيش.