سجّلت شعبة المعلومات أمس إنجازاً أمنياً جديداً تمثّل بضبط متفجّرات تكفي لتجهيز 50 انتحارياً بأحزمة ناسفة مجنّبة لبنان المزيد من دماء الابرىاء، في وقت سجّل الحوار الوطني في عين التينة «بداية تحوُّل» في موقف «حزب الله» إزاء القضايا الوطنية المطروحة بفعل مناخات التغيير المتوقّعة في المنطقة، رغم استمرار الخلاف حول أولويات «السلّة» التي اقترحها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي للمرّة الثانية أمس على الطاولة، بعد أيام من موقف مماثل للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وإذا كان جدول أعمال الحوار تضمَّن عناصر «السلّة» المُشار إليها، أي بنود رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخاب، ومعها عمل مجلس النواب وقانون استعادة الجنسية ودعم الجيش، فإنّ عدداً من هذه البنود قد «نُفِّذ»، كما قال رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة لـ«المستقبل»، وأوضح أنّ تفعيل عمل المجلس النيابي تمّ في الجلسة التشريعية الأخيرة، وأنّ عمل مجلس الوزراء تقرَّر تفعيله بالإجماع في جلسة أمس «مع العلم أنّنا لسنا نحن مَن يعطّله»، كما أقرّ قانون استعادة الجنسية في مجلس النوّاب ومعه الاعتمادات المتعلّقة برواتب العسكريين والموظّفين، وفي حين سلك قانون الانتخاب طريقه إلى لجنة مختصّة «لم يبقَ من هذه السلّة إلاّ بند رئاسة الجمهورية».

وردّاً على سؤال حول وصف الرئيس برّي لموقفه في الجلسة أمس بأنّه «لا يزال متشدّداً»، قال السنيورة: «هذا ليس تشدّداً، ما نعنيه بإصرارنا على أولوية انتخاب رئيس هو أنّه بمجرّد إنجاز هذا الاستحقاق كل المسائل الأخرى تتحلحل الواحدة تلو الأخرى على طريقة أحجار «الدومينو»».

الترحيل

وكانت جلسة الحوار التي انتهت إلى توافق على ترحيل النفايات، وعلى مشاركة كل مكوّنات الحكومة في جلسة سيدعو إليها رئيس الحكومة تمام سلام خلال أيام لإقرار هذا الملف، بعد أن قدّم عرضاً عن نتائج عمل لجنة الوزير أكرم شهيب بناء على سؤال من برّي عن أسباب عدم دعوة الحكومة إلى الاجتماع، استُهلّت بإعادة تذكير من الرئيس برّي ببنود جدول أعمال الحوار، وإشارته إلى أنّ النقاش حول بند رئاسة الجمهورية أنجز ويُفترض الانتقال إلى البنود الأخرى، مكرّراً ما سبق أن أشار إليه من أنّ مؤتمر الدوحة لم ينجز التوصّل إلى انتخاب رئيس قبل التوافق على قانون للانتخاب والحكومة.

إلاّ أنّ الرئيس السنيورة طالب بإنهاء ملف الرئاسة «قبل الانتقال إلى بند آخر»، فاعترض أركان 8 آذار مطالبين بالاتفاق على «سلّة كاملة» قبل أن يبدأ التنفيذ بالرئاسة.

وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ردّ على الكلام الذي أشاد فيه الرئيس السنيورة بتصريح نصرالله الأخير والذي قال إنّه عبّر فيه عن «رغبة مستجدّة للتوصّل إلى تسوية»، فقال رعد إنّه لم يرَ في كلام الأمين العام للحزب «جديداً ولا مبادرة بقدر ما هو دعوة جديدة للحثّ على الحوار لأنّ الحوار يُوصل إلى تسوية».

أضاف رعد: «لو افترضنا أنّنا انتخبنا رئيساً للجمهورية وليس عندنا جمهورية بسبب الترهّل في المؤسسات وفي كل الميادين، فماذا يغيّر ذلك؟».

إنجاز جديد لـ«المعلومات»

أمّا على الصعيد الأمني، فقد سُجّل أمس إنجاز أمني استباقي جديد لشعبة المعلومات خلال تنفيذها عدداً من المداهمات في أحياء من منطقة القبّة طرابلس حيث أوقفت 4 مواطنين مشتبه بهم بالتواصل مع الموقوف ابراهيم الجمل الذي جرى توقيفه صباح اليوم نفسه الذي نفّذ فيه تفجيرا برج البراجنة وبحوزته حزام ناسف كان ينوي تفجيره في أحد مقاهي جبل محسن.

وضبطت الشعبة كميات كبيرة من المتفجّرات والصواعق والأحزمة الناسفة المجهّزة للاستخدام، من بينها حسب معلومات أمنية خاصة بـ»المستقبل« أكثر من مئة كيلو من الـ»تي.أن.تي» معدّة لتجهيز خمسين حزاماً ناسفاً.