حضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري في فيينا اليوم، على إظهار المرونة. وقال أن فرص التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة السورية تتوقف في جانب منها على «الميزان العسكري» على الأرض، مؤكداً أنه «لا سلام ولا هزيمة لداعش طالما بقي (الرئيس بشار) الأسد في السلطة».

وكان كيري قال في خطاب عن سياسة أميركا إزاء سورية في «المعهد الدولي للسلام» في واشنطن: «لا يمكنني القول بعد ظهر اليوم، إننا قريبون من اتفاق شامل... رسالة أميركا لكل (المشاركين) هي أن علينا جميعاً مسؤولية في عدم التشبّث بمواقفنا... بل علينا القيام بالخطوة التالية الى الأمام حتى يمكن وقف نزيف الدماء»، لافتاً الى أن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض وتضييق شقة الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران حول مستقبل الأسد.

واعترف بصعوبة التوصّل إلى اختراق، بسبب الاختلافات التي لا تعدّ ولا تحصى، والمصالح المشتركة في الصراع، ودعم روسيا وإيران الأسد، و «سنوات من العنف العشوائي والتعذيب وسفك الدماء»، مضيفاً أن مطالبة المعارضة بـ «الثقة بالأسد أو قبول قيادة الأسد، هي ببساطة ليست طلباً معقولاً، ولا بداية» للتفاوض.

وشدّد كيري على أن واشنطن تضغط لمرحلة انتقالية حقيقية، لأنه «حتى لو قبلنا بالأسد ومرحلة انتقالية زائفة، فهذا لن ينهي الحرب». وأضاف: «أعترف بأنه حول هذه النقطة ما زلنا نعمل مع روسيا وإيران حول الأسد ودوره».

وقال أيضاً أن بروز أي اتفاق محتمل سيعتمد على تطورات القتال على الأرض، مشيراً الى أن واشنطن زادت الدعم لقوات المعارضة التي تحارب «داعش». وعن الأسد و «داعش»، لفت كيري الى أنهما «جزء من المشكلة نفسها، الأسد هو مغنطيس للإرهاب، وسياساته ساعدت في نشوء داعش». وأشار الى أن «داعش والأسد هما أعداء بالاسم فقط وليس في الواقع... هما يشتريان ويبيعان النفط من بعضهما البعض، ولا يبديان أي اهتمام بالقضاء على أحدهما الآخر».

وركّز كيري على أهمية محادثات فيينا، كونها تشهد المشاركة الأوسع وتضمّ كلاً من: الصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا ودولة الإمارات العربية، والجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.

وحمّل كيري نظام الأسد مسؤولية مباشرة لاندلاع الحرب السورية، وقال أن حكم النظام لأربعة عقود في شكل قمعي «فجّر الحرب» وجعلها «مسألة حتمية»، مشيراً الى أن «إشعال الحرب أسهل من إطفائها في تلك المنطقة»، ومذكراً بتجربة لبنان التي استمرت ١٥ عاماً.

وجاء حديث كيري في وقت تحدثت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن تجاذب بين البيت الأبيض والخارجية حول التنازلات المتوقع طرحها في فيينا، ومنها لائحة المنظمات الإرهابية ومن يجب أن يوضع عليها. وفيما تعارض أطراف عربية في فيينا إدراج «أحرار الشام الإسلامية» على لائحة الإرهاب، يدعم البيت الأبيض ذلك، فيما تبدي الخارجية الأميركية تحفّظاتها.

وفي ملف وقف إطلاق النار الذي بحثه كيري مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في واشنطن قبل أيام، تريد روسيا وفق «واشنطن بوست»، استمرار ضرب «جبهة النصرة» و «داعش» حتى في حال إنجاز هدنة داخلية، فيما ترى الولايات المتحدة أن «داعش» هو الجهة الوحيدة التي يجب أن يستمرّ ضربها.