التطرف هو صورة أحادية لإرهاب من نوع آخر ، إرهاب لا يمثل الأكثرية ولا يعبر عن توجه منطقة وإنما هو حالة فردية شاذة ، إلا أنّ من يمكننا لومهم في هذه الحالة هي مواقع التواصل الإجتماعي التي تفتقر الوعي فتعمد إلى نشر الصور السلبية وكذلك وسائل الإعلام ...

وما بين اللغط والواقع الذي لا يمثل الرأي العام ، والصوت الشعبوي ، نجد ذلتين وقعت بهما هاتان الوسيلتان يوم أمس ، الأولى ، هي فيديو "طريق الجديدة" والذي تم الترويج على أنه إطلاق مفرقعات ابتهاجاً بالتفجير ، فيما الحقيقة أنها مفرقعات لمناسبة اجتماعية وأنه حينما وقع الإنفجار طلب أصحاب المناسبة عدم إطلاق المفرقعات احتراماً .

أما الثانية فهو الإستناد إلى فئة لا تمثل غير نفسها في تعميم فكرة عن منطقة بأكملها ، فإقدام قلة على الابتهاج لا يعني تبني الطائفة أو المحيط ل ، فآية من الشمال - طرابلس ، تقول لموقعنا يؤسفني ما تم تناقله ، فأنا سنية وآلمني انفجار الضاحية ، وكلنا في الشمال نتضامن مع البرج لأن الإرهاب لا انتماء لهم ، ما ذنب الأطفال ، المدنيين ... وهل يعقل أن أشمت بأخي اللبناني لأنه شيعي ؟!

كما من المؤسف هو إعطاء صفة السنية والشيعية لحالة شاذة ، فمن بعد إعطاء السنية كصفة لقلة من الشامتين (وهذا ما لم يؤكد) ، نتساءل هل يصح إطلاق الشيعية على ما قام به الزهري من "تطرف" !

فالناشط عباس الزهري ، وفي رد على العملية الإرهابية المؤسفة في برج البراجنة ، عمد لنشر التعصب المذهبي عبر مواقع التواصل الإجتماعي للمرة الثانية ، فمن بعد قضية الكنتاغون السالفة وما أطلقه من هاشتاغ مضمونه أنه سني ومن عرسال ، ها هو اليوم يثير نعرة مذهبية الكترونية عبر هاشتاغ ، بدنا الرد بعرسال ..

ومن الكلام المذهبي البحت الذي قد روجه : "بدنا توازن رعب جديد " ، "كل تفجير بالمدنيين بالضاحية لازم نرد ب 100 برميل متفجر على عرسال " ...

 

لنجد هنا أنّ التطرف لا يرتبط بمذهب وإنما بأفراد أبعد ما يكونون عن الإنتماء الديني والأخلاقيات ، فمن الشماتين لعباس الزهري الصورة واحدة وهي لا تمثل لبنان لا سنة ولا شيعية ...

ومن هذا المنطلق وكرد على العقليات المتطرفة نقول :

نحن سنة في قلب الضاحية ... ونحن شيعة في قلب طرابلس .