من بين سائر الألوان إختارت الأمم المتحدة اللون الأزرق لتحتفل بيوبيلها السبعين، وقد يكون هذا اللون لكثير من اللبنانيين رمزية معينة، وهو ارتبط بتيار سياسي، تماماً كاللون الاصفر والبرتقالي والأخضر والأحمر، وما إلى هنالك من ألوان أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذه التيارات والاحزاب، وفي ذلك نوع من الخصوصية، تماماً كاختيار ألوان الملابس والسيارات وفرش البيت والمكتب، ولكل منّهم ذوقه في اختيار هذا اللون أو ذاك.

وقد لا يكون لاختيار اللون الأزرق من قبل الامم المتحدة علاقة باللون اللبناني، ألذي اصبح لون تيار "المستقبل"، حتى أن البعض بات يطلق عليه "التيار الأزرق"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى "التيار البرتقالي"، وسائر الاحزاب والتيارات السياسية.

وللأزرق مع قوات حفظ السلام للأمم المتحدة تاريخ، فهو لون القبعات التي يعتمرها أفراد الأمم المتّحدة لحفظ السلام، الذين يرصدون ويراقبون عمليات حفظ السلام في البلدان التي عاشت الصراعات الدموية خاصة، ويقومون بتقديم المساعدات التي توطّد تدابير بناء الثقة بين أطراف النزاعات الداخلية، وترتيبات تقاسم السلطة وتعزيز سيادة القانون وغيرها من أشكال الدّعم التي تهدف إلى توجيه الجهود إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واختيار اللون الأزرق لقبعات حفظ السلام، ليس تمييزاً لقوات حفظ السلام فحسب، ولكن لدلالات الأزرق ومعانيه في السلام والأمن والمُستقبل المُستقرّ.

فما بين الأزرقين، اللبناني والأممي، تبقى السماء زرقاء وكذلك البحر، وتبقى الألوان ملك الطبيعة.