أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب، أن داخل "الكتلة لدينا آراء عدة، لكن القرار النهائي يبقى للرئيس سعد الحريري"، نافيا أن "يكون هناك مقاطعة من قبل الرئيس فؤاد السنيورة للحوار، إلا أنه سيغيب غدا عنه بداعي السفر".

وأوضح الشاب في حديث الى إذاعة "الشرق"، أن "الحوار رغبة وطنية وحاجة وطنية، والجميع مقتنع بأنه آخر شبكة امان في ظل الاوضاع التي يمر بها لبنان"، مؤكدا أن "الحوارات جامعة ام ثنائية ستستمر".

وتناول التدخل الروسي في سوريا، فقال: "من خلال تقدير الامور الاقليمية، هناك اطراف في لبنان تفسر بعض الامور على انها ربح ولكن يتبين انها خسارة"، متسائلا: "هل التدخل الروسي فعلا هو من قلب الموازين؟".

ولفت الى أنه "بعد الاتفاق النووي الاميركي - الايراني، لم نعد نسمع انتقادا للولايات المتحدة، ولم تعد الشيطان الاكبر، لتعود امس وتصبح الشيطان الاكبر من جديد".

واعتبر الشاب أن "الموقف الروسي بالنسبة الى موضوع الرئاسة في لبنان ليس كما يبدو، فمثلا وزير الخارجية جبران باسيل لم يدع الى موسكو، وكان هناك كلام قد تسرب يقول ان روسيا مع مرشح توافقي في لبنان، وانها لا تنظر لمرشح حزب الله - ميشال عون - على انه المرشح الرئاسي، اذا نجد انه بالنسبة لرئاسة الجمهورية في لبنان هناك توافق بين نظرة تيار المستقبل و14آذار والموقف الروسي. أما بالنسبة للامور الأخرى، فنحن نعرف ان روسيا كانت مع المحكمة الدولية، وأن سفير روسيا كان اول سفير يضع اكليلا على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وردا على سؤال في السياق عينه، أجاب: "عندما سئل السفير الروسي في اسرائيل عما اذا كان التدخل الروسي في سوريا هو حلف مع حزب الله، قال كلا، وفسر الامر على ان روسيا تدخل في اتفاقيات وليس بتحالفات، وبالتالي اصبح لافتا اليوم ان "هناك خط هاتفي احمر" بين اللاذقية وتل ابيب عبر القاعدة الروسية، ويجب ذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد اتجه الى روسيا قبل بدء العمليات في سوريا مع 12 جنرالا اسرائيليا، كما وانه كان هناك وفد روسي كبير في اسرائيل".

وسأل: "لماذا الطيران الروسي لم يضرب الا مناطق معينة في محاذاة المناطق العلوية في حين أن المناطق المحيطة بالاردن واسرائيل لم تتلق اي ضربة؟". وأضاف: "التقارير تقول ان معظم القصف طال القوى المعارضة المحاذية للمنطقة العلوية، وضربات دير الزور لا تقاس بالضربات التي تلقتها المعارضة السورية المعتدلة".

واعتبر أن "المعارضة السورية المعتدلة قوية ومنظمة، والحديث عن انه ليس هناك في سوريا معارضة سوى "داعش" و"النصرة" غير صحيح، والروس ضربوا المعارضة المعتدلة لانها تهدد النظام السوري، وكان هناك عتب على روسيا انها ضربت المعارضة السورية وتركت داعش"، مشيرا الى ان "تواجد الرئيس بشار الاسد في موسكو من دون وفد تصب في خانة الاستدعاء اكثر من الزيارة".

وعن اجتماع فيينا امس، قال الشاب: "الموقف الاميركي فيه تعاون كبير من روسيا، فاميركا لا تعتبر هذه الحرب حرب ضرورة او جزءا من الامن القومي الاميركي. اما روسيا فتعتبرها جزءا من الامن القومي الروسي".

وأضاف: "هم اميركا الاساسي القضاء على "داعش"، وهم يرون ان الاسد جزء من المشكلة، الا انهم لا يريدون تدمير هيكلية الدولة السورية"، لافتا إلى أنه "اذا فشل الحل السياسي في سوريا، سنرى ما رأيناه في افغانستان".

وأيد الشاب كلام النائب وليد جنبلاط عن أن "الحرب في سوريا بدأت للتو"، متسائلا: "اذا فرضت روسيا نفوذها على الشاطئ السوري، هل ستقبل او تسمح بتصدير اي غاز ايراني او غيره الى اوروبا عبر سوريا؟".

وبالنسبة إلى غياب الاوروبيين عن اجتماع فيينا، رأى أن "الديبلوماسية الاوروبية ليس لديها نفس الزخم الموجود لدى الديبلوماسية الاميركية، كما انها تتعاطى مع الشأن السوري ضمن ما يسمى بحلف شمال الاطلسي، لذلك الدور الاوروبي محدود ولكن الاوروبيين ليسوا بعيدين عن الصورة".