بعدما برزت بجمالها وحضورها القوي عبر نشرات الأخبار السياسية، تستعدّ ديانا فاخوري لخَوْض غمار تجربة مهنية جديدة تأخذها هذه المرّة إلى عالم التمثيل، حيث تجسّد شخصية السيّدة نازك الحريري في مسلسل "رفيق" عن حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على ما تؤكّد الإعلامية اللبنانية في حديث خاص لـ "الجمهورية" تكشف فيه كواليس العمل المنتظَر ملقيةً الضوءَ على جوانب من حياتها المهنية والشخصية.قد لا تكون ديانا فاخوري نجمةً بالمعايير الفنّية، إلّا أنها من دون شك تحظى بنجومية خاصّة، بعدما برزت كإحدى أجمل مقدّمات نشرات الأخبار السياسية. بحضورها الواثق وأدائها السليم، استطاعت الإعلامية الشابّة أن تشق طريقها بسرعة إلى قلوب شريحة واسعة من الجمهور، إذ يكفي استطلاع صغير على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد الإطراءات التي تنهال ترحيباً بإطلالات المذيعة اللبنانية التي حملت لقب "ملكة جمال الإعلاميات العرب".

 

عرض لم أستطع رفضه

 

اليوم تقف ديانا خلف كاميرات من نوع آخر، فبعدما عهدنا إطلالتها من استوديو أخبار الـ MTV، تخوض الإعلامية اللبنانية تجربة التمثيل أمام عدسة المخرج نديم مهنّا الذي ينتج مسلسل "رفيق" عن حياة رئيس الوزراء الأسبق عن نصّ للكاتب المعروف شكري أنيس فاخوري.

 

في حديثها لـ "الجمهورية" تعترف ديانا: "لطالما تلقّيتُ عروضاً كثيرةً لخوض غمار التمثيل ولكنني كنتُ أعتذر عنها. هذه المرّة فكرة المسلسل الخاصّة لا يمكن رفضها".

 

وتشرح: "هو مسلسل عن حياة الرئيس الشهيد الذي كان رجلاً عظيماً دخل تاريخ لبنان من أبوابه العريضة وكان له التأثير الكبير في شكل الحياة السياسية في البلد. لن أتحدّث عن إنجازاته فهي تتحدّث عن نفسها ولكن يكفيني أن أقول إنّ حياته تستحقّ أن تُجسّد في عمل درامي. وهذه ستكون المرّة الأولى التي تُصوّر فيها سيرة رجل اغتيل ولم تعرف بعد نتائج التحقيقات المستمرّة عن اغتياله.

 

كذلك يتميّز دوري بأنني أجسّد شخصية امرأة في حياتها ما يشكّل تحدّياً كبيراً... باختصار الفكرة غربية وعظيمة ولا يمكن رفضها وهذا لا يعني أنني سأحترف التمثيل أو أنني أضع نفسي في منافسة مع الممثلات المحترفات".

 

يتحدّى بي الجميع

 

وتكشف: "عُرضت الفكرة على رئيس مجلس الإدارة الاستاذ ميشال المرّ وهو شخص آخذ بنصائحه وله بعد نظر ثاقب وعندما وافق تحمّست أكثر وأعطيت موافقتي. لم أكن أتصوّر انه سيوافق لانه سبق ورفض اموراً كثيرة كما أنني بدوري لم أكن أنوي خوض هذا المجال ولو لم يرَ فيَّ ما يستحق الإضاءة عليه لما شجّعني على هذه التجربة".

 

أما مَن رشّحها للدور فهو المنتج والمخرج نديم مهنّا، حيث تقول: "عندما أعطاني الاستاذ ميشال المرّ فرصة الظهور عبر شاشته، تحدّى بي كلّ المذيعات والمحطات وقدّم شيئاً جديداً "كسّر الأرض" وترافق مع حلّة وإطلالة جديدة لنشرات الأخبار واليوم نديم مهنّا يتحدّى بي كثيرات من الممثلات وإن شاء الله "نكسّر الأرض" مجدّداً". مع ذلك لا تعتقد ديانا أنّ التمثيل سيسرقها من الإعلام، «ليش لأ ولكنني لا أظن. أنا اميل أكثر إلى السياسة وأجد نفسي فيها".

 

وتعترف: "لو لم يكن دور بطولة بالطبع لما قبلت بخوض التجربة. نعم، خضعتُ لبعض التدريبات ولكنها اقتصرت على كلّ مشهد على حدى ولمرّة واحدة قبل التصوير. لا أريد الحديث عن نفسي ولكنني بأمانة شخص سريع البديهة ويستطيع أن يتعلّم بسرعة كبيرة وهذا يساعد كثيراً على فهم روح الشخصيّة وتقمّصها بشكل كبير".

 

لا أخشى الصبغة السياسية

 

لا تخشى ديانا الصبغة السياسية التي من الممكن أن تلتصق بها بعد المسلسل، موضحةً: "هناك 200 شخص يشاركون في هذا المسلسل. لا أعتقد أنّ جميعهم ينتمون إلى "تيّار المستقبل". أنا أجسّد دور زوجة رجل من رجالات السياسة في لبنان وليس دور زوجة رئيس تيّار المستقبل... وأنا في الأساس لا أؤيّد أيّ طرف سياسي ولا أنحاز إلى أية جهة وأجسّد الشخصية المطلوبة منّي بغضّ النظر عن أيّ انتماء سياسي".

 

سأبقى حديث البلد

 

وتردّ ديانا على الخبر الذي نُشِر أخيراً حول إيقاف المسلسل بسبب تحفّظ آل الحريري على اختيارها لدور السيّدة نازك، موضحةً: "هذا الخبر عارٍ عن الصحّة جملةً وتفصيلاً. بعض المغرضين أو المغرضات سرّب هذا الخبر عنّي تماماً كما سرّبوا في الماضي شائعاتٍ كثيرة حولي في محاولة منهم لتخفيف وهجي.

 

ولكنهم لن ينجحوا ولا بقدر أنملة في التشويش عليّ لأنّ ردّي سيكون بنجاح مدوٍّ انشاء الله، فالعمل يشارف على الانتهاء وقد صوّرناه والكلّ سعيد بالنتيجة ويمكنني أن أؤكّد للكلّ أنّ العائلة لم تتدخّل أبداً في هذا الموضوع.

 

للأسف هناك أشخاص كثر حقودون ويكرهون نجاح الآخرين وسأحزن كثيراً متى توقّفوا عن محاربتي لأنّ ذلك سيعني أنني لم أعد أشغلهم أو في صلب اهتماماتهم وأنا لا أحبّ أن أكون على الهامش بل أن أبقى حديث البلد"!

 

ليس غيرةً من جيسيكا

 

وعن زيارتها أخيراً لرئيس حزب القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد ايّام قليلة على زيارة زميلتها جيسيكا عازار لسيّد معراب، تقول ردّاً على السؤال: "بالطبع ليس غيرةً من جيسيكا لم أكن أعلم أساساً بزيارتها لمعراب أو مطّلعة على أسبابها... بالنسبة لي حصلت الأمور بعفوية حيث تجمعني صداقة بمستشارة الدكتور جعجع انطوانيت جعجع وقلت لها بشكل عفوي متى نزور الحكيم، فما كان منها إلّا أن أجابتني "غداً إن أردتِ" وهكذا حصل من دون أيّ تخطيط مسبَق في حين انتظر سواي وقتاً طويلاً للحصول على موعد.

 

ثمّ لمَ قد أغير من جيسيكا هي زميلة وصديقة وبعدها طلع عدد كبير من الزملاء بينهم فادي شهوان وآخرون فلماذا حصر الموضوع بجيسيكا»؟ وتضيف: "البعض يضعنا في مقارنة مستمرّة ولكن هذا شانهم أما نحن فبأفضل حال وعلاقتنا ممتازة".

 

جمالي لا ينفي مهنيّتي

 

ديانا التي تحظى بعدد كبير من المعجبين تؤكّد سعادتها "كلما ازداد عدد المحبّين. بالطبع الأمر يفرحني ويحمّلني مسؤولية إضافية لارتقي دوماً إلى مستوى التوقعات. شعاري اليوم هو "ممنوع الغلط" لأبقى على قدر التوقعات".

 

وتعترف: "أفرح أكثر عندما أتلقّى تعليقات تشيد بمهنيّتي ولكنّ الإطراءات لا تزعجني أو تنتقص من حرفيَّتي فاظنّني أثبتت كفاءتي وأنني لا أعتمد على جمالي فقط لأنجح. أنا خرّيجة إعلام تعبت وطوّرت نفسي ولم أحصل على شيء على طبق من فضّة بعكس البعض.

 

وقد تدرّجت بعدما عملت في مختلف جوانب العمل الإعلامي سواءٌ في الإذاعة أو الصحافة المكتوبة أو كمراسلة ميدانية لذلك يمكن القول إنني لا أدين بالجميل سوى لنفسي فالمحسوبيات لم يكن لها أيّ دور في مشواري المهني".

 

لم أكن أنوي مغادرة MTV

 

وعن سبب عدم تلقّيها عرضاً للانتقال إلى "سكاي نيوز عربية"، أسوةً بعدد كبير من مذيعات MTV، تقول ديانا التي تطلّ عبر شاشتَي MTV اللبنانية و"القاهرة والناس" المصريّة: "سأكشف لك أمراً.

 

أنا أوّل مذيعة لبنانية تلقّت عرضاً منهم وقد اجتمعت بهم في بيروت عندما كان المشروع مازال في طور الانطلاق. لم يكن في حينها لديّ أيّ نية في الانتقال إلى شاشة أخرى وكان اللقاء بهدف الفضول أكثر من أيّ أمر آخر. وبالفعل تلقيتُ عرضاً ولكنني لا أندم البتّة على عدم قبوله".

 

وتؤكّد: "سعيدة في المكان الذي أنا فيه. بالطبع لا حدود لطموحي وأنا واثقة بأني لديّ الكثير بعد لأقدّمه. لا أخفي أنني أحلم بمشروع يشبهني وأضع فيه من نفسي سواءٌ أكان برنامجاً خاصّاً أو مشروعاً إعلامياً معيّناً ولكنني لا أحب استباق الأمور لا سيّما أنني شخص لا يلتقي مع الفشل، فخطواتي دائماً مدروسة وآخذ وقتي قبل القيام بأيّ منها لانني أرفض أن أتراجع عن المستوى الذي يراني الناس فيه".

 

"مش حيالله" رجل!

 

وتعترف: "النجاح لا يأتي بالطبع بلا ضريبة. وبحكم مجال عملي تنازلتُ عن أمور كثيرة متعلّقة بحياتي الشخصية وحريّتي. كوني مذيعة أخيار يعني أنّ هناك صورة معيّنة عليّ احترامها وصونها ما يعني أنني لا يمكن أن أتصرّف بحرّية مطلقة أو التواجد في أيّ مكان كأيّ شخص عادي.

 

أما الوقت فليس مسلوباً بالكامل. بالعكس لديّ وقت كاف للتفرّغ لحياتي الشخصية ولكنّ الرجل لا يتقبّل بسهولة المرأة الناجحة مهنيّاً. يكون متردّداً ويشعر معظمهم بنقص معيّن في هكذا علاقة. لا يمكن لأيّ رجل كان أن يجاريني وقد واجهتها كثيراً في علاقاتي السابقة. فعليه أن يتحلّى بثقة عالية في النفس فلا يتأثّر بكوني شخصاً له حياة مهنية خاصّة ومتطلّبة".

 

وتبوح: "لم أقع إلى اليوم في الحبّ. ربما سرقني العمل من الحبّ أو من فرصة الحبّ، ولكن في حال أحببت لن اتنازل عن واحد من المئة من طموحي المهني من أجل أيّ رجل".