بدأ حلف شمال الأطلسي وحلفاؤه امس أكبر مناورة عسكرية منذ أكثر من عشر سنوات في البحر المتوسط. ويشارك في المناورة التي تستمر خمسة اسابيع 36 ألف جندي وسفن وطائرات، وذلك من أجل إظهار قوة الحلف التي تواجه مخاطر من الوجود العسكري المتنامي الروسي من منطقة بحر البلطيق إلى شرق المتوسط. ومن الأدوات الجديدة القوية التي ستختبرها المناورة قوة "طليعية" تتألف من خمسة آلاف جندي من القوات الجوية والبحرية والعمليات الخاصة في إطار قوة انتشار سريع قوامها 40 ألف جندي. وفي سيناريو التدريب الوهمي يجيز قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مهمة لحلف شمال الأطلسي للمساعدة في حماية دولة مهددة وتأمين البحار. وفي السياق قال الجنرال فيليب بريدلاف وهو أكبر قائد في حلف شمال الأطلسي عن المناورات واختبار قوة انتشار سريع جديدة "يبعث هذا برسالة واضحة للغاية لأي معتد محتمل". وتابع بريدلاف قبل أن يرتدي ملابس الطيران للإشراف على انطلاق عشرات الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر المموهة ان "أي محاولة لانتهاك سيادة واحدة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستؤدي إلى اشتباك عسكري حاسم من جانب كل دول الحلف." بدوره قال نائب الأمين العام لحلف الأطلسي ألسكندر فيرشبو: "نشعر بقلق بالغ بشأن الحشد العسكري الروسي"، مضيفاً "التركيز المتزايد للقوات في كالينينغراد والبحر الأسود والآن في شرق البحر المتوسط يمثل بالفعل بعض التحديات الإضافية." كما أكد مسؤولون بحلف شمال الأطلسي أن الحلف مستعد وقادر على الدفاع عن أي عضو من الدول الأعضاء الثماني والعشرين في مواجهة أي خطر . كما قال مسؤول كبير "يجب أن نأخذ في الاعتبار أن روسيا سيكون لها مزيد من الوجود الكبير ... مع القدرة على عرقلة حرية المناورة وحرية الملاحة"، مشيراً الى ان شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 أصبحت "قلعة مسلحة". وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قد ندد في وقت سابق، قبيل مشاركته في اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل بما اعتبره "تصعيد مقلق" للنشاط العسكري الروسي في سوريا.