يعتاد عادل كرم الظهور بشخصية خاصة بـ"هيدا حكي". بدأ ركيكاً وأخذ يتعلّم ترويض الركاكة، وتطلّب الأمر حلقات حتى خفَّ التكلُّف وضُبِط، إلى حدّ ما، التصنُّع. لا يزال أمام الممثل الكثير لنصدّق أنه ساخر.

يُنتَظر من المخرج ناصر فقيه الواقف خلف النصّ الذي يؤدّيه كرم دورٌ أكبر في حَمْل البرنامج إلى التميُّز. ليس المقصود التجديد بفقرة "أسبرين" المستنسخة من دون لمعان عن فقرة عباس جعفر في "شي أن أن" ("الجديد")، بل شيءٌ أعمق كمشهد التوعية على فرز النفايات المقّدم بلطافة من بطولة كرم وهيفا وهبي. إنما السخافة غلّابة، بدءاً من مديح البزّات الثمينة، وصولاً إلى مديح الضيوف والإتيان بهم لمدحهم! يُمرّر كرم وقفات بعضها مضحك كالاحتمالات الخمسة لبكاء ليلى عبداللطيف، وبعضها سمج ثقيل كحقيبة "الثائر البروفاسيونيل" وادّعاء أنّ زعيم كوريا الشمالية امتعض لأنّ كرم افتتح الحلقة مع "بو علي بوتين" وفاته ذِكره. تمثيلية رديئة وتمثيل سيئ.
لا يُختَزل نقد "هيدا حكي" ("أم تي في") بما يؤدّيه كرم ومراوحة المكتوب ما بين المُضحِك والبائس. المسألة في الأداء والاصرار دائماً على تتفيه الجمهور بالضحك الاصطناعي والتصفيق السخيف مع كلّ همسة، وليس كلّ ما يهمسه كرم يبرّر الضغط على زرّ الضحك، ولا كلّ ما يتفوّه به يستلزم أن نُصغي له، فبرنامجه غير واضح المعالم، ويحار المتلقي هل هو اجتماعي - سياسي أو فني - كوميدي أو خليط غير ناضج من هذا كلّه. إضافة إلى الحوار المُفتَعل بين "عدّولا" ومدير فرقته الذي لا يُضحِك، يأتي كرم بمن يقدّم معهم وصلة إطراء منفِّرة ويستضيفهم من أجل إبداء الإعجاب المتبادَل. يمكن تفهّم إفراط كرم في الدهشة أمام هيفا وهبي، وعلى العكس قد نستغرب الرصانة، أما استدعاء فريق من "شي يوم رح فلّ" الذي يؤدّي بطولته لتبادل التملّق، فتلك ذروة لا سابق لها، و"يا سلام" على حفل البويا حين يبدأ.