تواطأ كثيرون على ريما نجيم أمس. تعرّضت أشهر المذيعات في لبنان الى خديعة، شارك فيها أقرب المقرّبين إليها. حتّى الأحبّاء يَخدعون أحياناً، ولكن ما أجمل هذه الخديعة التي وقعت نجيم ضحيّتها أمس.

 

 

استُدرجت ريما نجيم الى مجمّع الـ ABC التجاري في الضبيّة عصر أمس. لاقتها صديقتاها ميراي معوض يعقوب ورانيا حاوي جبور. ارتشفت السيّدات الثلاث قهوةً أميركيّة، قبل دقائق من ارتكاب المؤامرة التي بدأ الإعداد لها منذ نحو أسبوعين.

في هذا الوقت، كان الحضور في صالة الـ VIP في الـ Grand Cinemas يتوزّعون على المقاعد الفسيحة. من لا تعرف ريما وجوههم جلسوا في المقاعد الأماميّة، ومن تعرفهم جلسوا في الصفّ الأخير، خشية أن تتعرّف إليهم عند دخولها.

أما أفراد "عصابة المتآمرين" فكانوا يتواصلون عبر الهاتف، بينما تلاحق كاميرا التصوير ريما من بعيد، على طريقة "البابارتزي".

 

 

بعد انتظار في الظلام من قبل الجالسين في الصالة، دخلت ريما مع صديقتَيها بمرافقة من مضيفي الـ VIP. وبعد أن جلست في المقعد الذي أُعدّ لها، خرج صوت من الشاشة ينبىء بأنّ التشابه بين أحداث ما ستشاهدونه والخيال هو محض صدفة. ثمّ بدأت صور ريما بالظهور عبر الشاشة، من مناسباتٍ مختلفة، مرفقة بإحدى أغنيات برنامجها الصباحي عبر إذاعة "أغاني أغاني".

بدأت هنا بصمات ايلي فرنجيّة، الرأس المدبر، بالظهور.

 

 

ما هي إلا دقائق قليلة حتى اختلط تصفيق الحضور بأنوار الصالة التي أضيئت. وقف شابٌ بثياب سوداء وقلبٍ أبيض ليتلو ما كتبه لريما. توالى بعده أصحاب الشهادات، بعضها بالعاميّة وبعضها بالفصحى، وكلّها من القلب، من أعماق القلب. روى أصحاب الشهادات كيف بدّل صوت ريما وما تقوله صاحبة الصوت حياتهم. قالت لها ميريلا صحيح، المستمعة الدائمة منذ أكثر من عقدٍ ونصف: هي للشاكي السكينة، وللضعيف التعزية، ولليائس الأمل، وللمعنَّف السند.

 

 

تناوب أصحاب الشهادات، ومع كلّ شهادة ذرفت ريما دمعةً بل دموعاً، وكانت دائمة الابتسام، وفي ابتسامتها مزيج من الزهو والصدمة.

أخبرت سلمى رفول ريما والحضور كيف أنّ صوتاً يخرج من راديو منحها بصيرةً بعد أن فقدت البصر. وقفت سلمى وتحدّثت بانسيابيّة مذهلة وبكلماتٍ آسرة، من دون ورقةٍ تنظر إليها ومن دون أن تبصر كيف اغرورقت عيون جميع الحاضرين بالدموع، ثمّ قدّمت لـ "ملهمتها" هديّة من "شغل" أناسٍ لا يبصرون.

 

 

لم يكن ما نراه مشهداً اعتياديّاً. هو كمٌّ نادر من الحب ترجمته كلمات وابتسامات ودموع وأيادي صفّقت. حبٌّ عبّر عنه، إضافة الى سلمى رفول وميريلا صحيح، كلٌّ من ايلي حكيّم، وسام ناصر، باسكال بركات، كرم بو كرّوم، عماد زيتون وشربل خويري الذي تولّى أيضاً مهمّة التصوير مع فريق عمله في CK Focus. وعبّرت عنه أيضاً جوستين عطالله، أحد أعضاء "عصابة المتآمرين"، التي ضمّت أيضاً الزميل فراس حليمة الذي واكب الحدث مع كاميرا "أغاني أغاني".

 

 

لقد كانت مؤامرة محبّة على السيّدة التي ارتكبت بحقّ مستمعيها فعل المحبّة طوال سنوات، فزرعت صباحاتهم صلاةً وقيماً وطاقة، في بلدٍ يشكو من الظلمة والظلم. والمناسبة عيد ريما نجيم الذي يتحوّل، في كلّ عام، الى "كرنفال" من المفاجأت التي تستمرّ أيّاماً. البداية كانت أمس في الـ Grand Cinemas

وستُستكمل اليوم وغداً وبعده ربما في مواقع وأماكن وأساليب أخرى يحتفظ "مرتكبوها" بحقّ الإعلان عنها في حينها، على طريقة تظاهرات هذه الأيّام.

 

 

الأمر غريب ربما، وما حصل في الأمس غريبٌ على الأرجح. ما ينفي الغرابة فقط هو تذكّر أنّ من يزرع المحبّة لا بدّ الا أن

 

يحصد محبّة مماثلة. ولا يليق بريما نجيم إلا هذا الحصاد... 

المصدر MTV