أشار وزير الاعلام رمزي جريج إلى ان "الحوار السياسي الداخلي الذي نشهده اليوم من أجل التوصل إلى وفاق وطني، هو حاجة ملحة، غير ان ما هو أهم منه وأعمق، انما هو الحوار بين الحضارات المتنوعة، لكي تغتني كل منها بما عند الأخرى من قيم ثقافية وانسانية، وتتفاعل فيما بينها. ولا شك في ان حوارا من هذا النوع على الصعيد الفكري والديني، من شأنه اخراج العالم الإسلامي من مستنقع التعصب والتطرف والأصولية، المتمثلة بالإرهاب التكفيري، وإعادته إلى أصالته وسماحته، التي فيها قبول للآخر بروح التسامح والمحبة والرحمة".

وأوضح في ندوة عن أثر الإعلام المرئي على السلام ان "أداء الإعلام المرئي في لبنان وفي الخارج، لم يكن دائما على المستوى المطلوب. ففي بعض الأحيان تحولت بعض البرامج السياسية في محطاتنا التلفزيونية إلى حلبات مصارعة تغلب فيها الخطاب التخويني المتشنج على لغة الحوار الراقي والرصين".

وأشار الى أن "الخطاب الإعلامي المتطرف يهدد الاستقرار ويشيع الفوضى في المجتمع ويهدد السلم الأهلي، فلا يجوز، في أي حال من الأحوال، أن تتحول وسائل الإعلام إلى متاريس حربية في أيام السلم، لأن حرية التعبير التي تنعم بها تلك الوسائل في لبنان، لا تعني ولا يمكن أن تعني التفلت من كل قيد، بل إنها تفرض عليها تعميم ثقافة تقبل الآخر وتغليب مقتضيات السلم الأهلي على أي سبق صحافي أو إثارة إعلامية". وأضاف "من هنا، من واجب القيمين على وسائل الإعلام عدم اللجوء إلى خطاب متطرف أو تحريضي يحمل أخطارا كبيرة على المجتمع، والتزام أحكام القانون ومقتضيات أخلاقيات المهنة التي يمارسون، بأبعادها الرسالية. وأنه لمن الضروري، في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وسائر دول المنطقة، أن يمارس الإعلام ولا سيما المرئي رقابة ذاتية مسؤولة على أدائه، علها تحصننا ضد وباء التعصب وتسهم في إعادة اللحمة بين المواطنين، فيسلم الوطن ويستعيد دوره الطليعي في العالم العربي ويكون ساعيا للوئام والسلام بين الأشقاء العرب".