تعديل وزاري طاريء على حكومة المدرب لويس انريكي في أرض الملعب لتمثيل الفريق الكتالوني في المباريات المهمة المقبلة، ولكن في مواقف مثل هذا النوع تظهر شخصية وموهبة المدرب.   النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سيغيب من 7 إلى 8 أسابيع بسبب الإصابة في الركبة اليسرى، وفريق برشلونة بطل الثلاثية الأوروبية التاريخية الثانية بكرة القدم يقلب في أوراقه ولا يجد سوى البرازيلي نيمار لتعيينه في المنصب الجديد ولو مؤقتا لخلافة الغائب الحاضر.   إذا نظرنا إلى الوراء وتحديدا قبل عام من الآن وافترضنا أن ميسي كان غائبا وقتها عن برشلونة فإن النتائج المحققة خلال تلك الفترة ما كانت لتتغير أو تختلف بوجوده من عدمه.   بطولة كأس الملك لم تبدأ بحلول ذلك الوقت، وكان البرشا يخوض المنافسة كما هو الحال في الشهرين المقبلين ضمن الدوري الاسباني ودوري ابطال اوروبا.   خسر برشلونة في الليغا خلال الفترة من اواخر ايلول- سبتمبر حتى أواخر تشرين الثاني- نوفمبر العام الماضي مباراتين أمام سلتا فيغو وريال مدريد وتعادل مع ملقا، وخسر الصدارة لكنه عاد بعد ذلك وفاز باللقب.   ولا يختلف الحال كثيرا في دوري أبطال أوروبا حيث أن برشلونة خلال تلك الفترة كان يحتل المركز الثاني في مجموعته خلف باريس سان جيرمان، ولكنه عاد بعد ذلك ليتصدر ويتأهل ويشق طريقه نحو اللقب.

البقاء على قيد الحياة   برشلونة يمكن البقاء على قيد الحياة بالتأكيد دون ميسي، لكن هناك تحديات أخرى لا تزال قائمة، أمام بعض اللاعبين ولا سيما نيمار الذي أصبح في الواجهة لتعويض الفراغ الكبير الشاغر ليس في جسد برشلونة الهجومي وحسب وإنما في عقله ايضا.   ولا أحد يشكك في الموهبة واللياقة البدنية لنيمار أو زميله في الهجوم الأوراغوياني لويس سواريز، ولكن الحديث هنا ذهني وعقلي ويعتمد أكثر ما يعتمد على صلابة الشخصية وتحملها للضغوط النفسية والعصبية.   ربما يمضي ميسي الكثير من وقته يمشي داخل الملعب كما يفعل الأسد في الغابة، ولكنه في جزء في الثانية قد يصنع الفارق بتمريرة.. وهذا الدور الذي يتعين على نيمار القيام به إذا أراد أن لا يشعر أحد بغياب رفيقه الأرجنتيني.   وعلى نيمار الآن أن يفعل ما كان يفعله ميسي في الجناح الأيمن حيث تولى دورا شبيها بالدور الذي كان يؤديه تشافي في الماضي.   ويستطيع نيمار تولي مسؤولية الركلات الحرة بجدارة واقتدار، فهذا الأمر اثبته في أكثر من مناسبة كما أن حاله في تسديد ركلات الجزاء ليس بأفضل من ميسي على كل الأحوال، ولك منهما "رشق الحجارة" في آخر ركلتي جزاء للفريق الكتالوني.   وسيكون هاجز نيمار الكبير هو خط الوسط الذي ما عاد قويا كما كان الحال في الموسم الماضي، فضلا عن هفوات خط الدفاع والحارس التي تكررت كثيرا في المباريات الأخيرة.   أما بالنسبة لويس سواريز، فيتوقع له الاستمرار في اللعب كما يفعل حيث ينطلق من وسط الملعب إلى الأمام ويشكل تهديدا مباشرا في كل الكرات التي يستلمها أو تصل إليه.

المهاجم الثالث   بعد التخلي الساذج عن بيدرو الذي رحل إلى تشيلسي الانجليزي أصبح لزاما على برشلونة التصرف سريعا بخصوص اختيار البديل وقد وقع الاختيار على ابن النادي نوليتو ليعود من منفاه سلتا فيغو، غير أن ذلك وإن حصل لن يحصل قبل ميركاتو الشتاء، فما هو العمل؟.   من الواضح جدا أن منير الحدادي لعب دورا محوريا بعد دخوله بديلا في المباراة الأخيرة التي خرج منها ميسي مصابا أمام لاس بالماس، وربما يكون الخيار الأمثل إلى حين انتهاء الأزمة.   ولا شك ان انييستا سيتحمل جزءا كبير من المسؤولية لخلق حالة الانسجام المطلوبة بين خطي الوسط والهجوم، وهو مطالب حكما بالمشاركة لدقائق أكثر في المباريات المقبلة، كما يتعين عن انريكي التفكير بالزج براكيتيتش مع انييستا لتسهيل المهمة أكثر، طالما أن الخيارات أصبحت محدودة.   ولتأمين قدرات الفريق الدفاعية فلا بد من عودة الأرجنتيني المميز ماسكيرانو إلى مركزه الذي أبدع فيه مع منتخب بلاده في البرازيل الصيف الماضي، وهو الوسط المدافع بدلا من قبل الدفاع، خصوصا وأنه سيشكل ساترا لأخطاء بيكيه وماثيو.   ولا شك أن عودة الحارس الاساسي برافو في القربل العاجل ستشكل دفعة معنوية كبيرة للفريق والجماهير، فضلا عن أن استعادة الفيش والبا لمكانهما على الأطراف أيضا عامل مساعد وداعم للتشكيلة الأساسية.   شهران بدون ميسي .. متعة اقل وأطماع أكثر من الراغبين في في إسقاط برشلونة من مقعد السلطة في كرة القدم الاسبانية والأوروبية.