رأى رئيس الحكومة تمام سلام ان "الموضوع السوري ككل وأحداث سوريا والتوترات في سورية شيء ومصلحة لبنان شيء آخر"، موضحا ان "مصلحة لبنان منذ بداية الأحداث ليست مرتبطة بالتدخل الروسي في سوريا وإنما منذ بداية الأحداث في سوريا كان واضحاً أن لبنان سيتأثر، ومن هنا انتهجت الحكومة السابقة وحكومتنا اليوم الموقف الذي تم التوافق عليه من الجميع وهو أن نعتمد سياسة النأي بالنفس عما يحدث في سوريا لكن، بين اعتماد هذا الموقف وبين تنفيذه وتطبيقه مسافة وبالتالي هذا لا يمنع من أن نقول إن لبنان، كبلد صغير في المنطقة، يتأثر بكل ما يحدث فيها".
وفي حديث صحفي، اشار سلام الى ان "ما أطلبه من الجميع، هو الوعي التام والإدراك التام لما يتحمله لبنان في شأن ازمة النزوح، ولما نحن بحاجة إليه من عناية ورعاية من كل الدول التي تهتم وتتعاطى الشأن السوري، خصوصاً ممن له نفوذ مميز في المنطقة"، لافتا الى ان "روسيا من الدول الكبرى التي لديها هذا النفوذ، وإطلاع روسيا على وضعنا الحرج في لبنان وعلى تداعيات هذه الأحداث علينا أمر مستمرون به ونتمنى دائماً من روسيا ومن غير روسيا الاستماع والأخذ في الاعتبار ما نشكو منه"، مشيرا الى "اننا سنبحث كل المواضيع إذا أتيحت الفرصة ولكن أبرزها على ماذا ستستقر الأمور في ما نحتاجه جميعاً من مخرج وحل سياسي للحال القائمة في سوريا، وهذا أمر بقدر ما نتمكن من استكشافه من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أو من غيره من القيادات لن نقصر، لأننا نعرف أن الحل السياسي أو عدمه له تأثير مباشر علينا".

واكد سلام أن "ملف الرئاسة في لبنان، تقليدياً وتاريخياً، مرتبط إلى حد بعيد بالأحداث في المنطقة وبتأثيرها وتأثر لبنان فيها، وهذه ليست المرة الأولى منذ الاستقلال" مذكرا انه "حتى اليوم تم انتخاب 12 رئيساً للجمهورية منهم ربما 11 رئيساً انتخبوا إما بإيحاء أو بمساعدة أو بتدخل أو بإخراج حتى من خارج لبنان، وخارج لبنان في حالات معينة".

واكد سلام ان "كل الأمور تقلقنا في ظل عدم الاستقرار وفي ظل استفحال الصراع في سوريا وفي المنطقة"، متمنيا "عدم ربط لبنان بأي شيء إذا أمكن، ولكن واقع الحال أنه تقليدياً وتاريخياً لبنان يتأثر بكل ما يدور من حوله، ومن الواضح أن الانتظار في لبنان والعجز بالتالي من قبل القوى السياسية اللبنانية عن التوصل إلى انتخاب الرئيس بعد مرور 16 شهراً من الشغور سيصب مزيداً من الضرر والأذى للبنان واللبنانيين وحذرنا ونحذر بشكل مستمر من أننا إذا ما استمررنا بهذا العجز لن نحصد منه إلا مزيداً من الضرر، أو لا سمح الله إمكان الانهيار".
واشار سلام الى "انهيار كل المكونات ومقومات الأوطان، من جيش ومؤسسات وغيره، كلها معرَّضة في حال الانقسام والتجاذب والتناحر الداخلي للانهيار، عام 89 إنهار البلد وكان المحيط الإقليمي مستقراً فتم إنقاذنا في الطائف، في 2008 إنهار البلد أيضاً وتم إنقاذنا في الدوحة في قطر، ليس بالضرورة أن ينهار الجيش أو مؤسسة معينة، ولكن كل التركيبة اللبنانية"، معتبرا ان "العجز عن تفعيل نظامنا الديمقراطي بإنتاج رئيس أو بإنتاج قانون انتخابات أو انتخابات نيابية انعكس انهياراً وسلباً على الوطن، وأبرز مؤشرات الانهيار قد لا يكون سياسياً - أمنياً بقدر ما يكون ربما اقتصادياً - اجتماعياً. وهذا ما نشهده أخيراً من حال غضب اجتماعي يزيد من الطين بلة".